عانيت منذ فترة من هجوم للفئران يأتون لشرفتي ويأكلون حبوب عصافيري، ويدمرون كل ما هو أخضر ويانع من زهوري ونباتاتي ، وقد ذهب بي خيالي اثناء مشاهدتي واعتصار قلبي وحزني علي نباتاتي أنهم اقاموا الاحتفال كالتتار عند دخولهم لبغداد ، ويمارسون العربدة ويتبادلون قرع كؤوس الخمر لانتصارهم علي مكافحتي لهم وحدي وتدميرهم لأصائص نباتاتي الجميلة المسكينة ،، فتوعدتهم بالانتقام الشديد .
فأبلغت المسئولين عن المكان أكثر من مرة لكن دون استجابة.
وأخيراً وبعد عناااء ومناطحة استجابوا ولكن عندما مسهم الضر.
وبالفعل بدأ اليوم الموعود في صبيحة احد الأيام بعمل مكافحة واسعة بالممرات والمناور والجراجات وصرف المجاري والأسطح ولكن واضح أنهم " تقلوا العيار حبتين "
وفي فجر اليوم التالي استيقظت لدخول الحمام ولكن قبل ان المس الباب تملكني شعور غريب وهتف هاتف بأذني انه يوجد خطب ما بالحمام فدخلت قلقة علي غير عادتي، ومررت بعيني في الأرجاء فلم اجد شيء ثم هممت بفتح غطاء قاعدة التويلت وإذ بالمفاجأة والصدمة الكبرى وجدت فأرا كبييراً جداً ، وفي تلك اللحظة شعرت ان الجحيم هبط ببيتي وقلبي كاد يتوقف وكل جسدي بدأ يرتعش وتملكتني القشعريرة وكأنها دبابيس تخترق جلدي .. وجريت مسرعة وبدأت الهرولة كـ شعيرة "الصفا والمروة " ذهاباً وإياباً بطرقة بيتي في حالة من الصراخ والبكاء المصاحب بالقفز من علي الأرض كـ "اليويو" ..
ففكرت ان أذهب لجاري لنجدتي وطلب المساعدة وإنقاذي وابدأ بالتوسل له "والنبي يا دكتور إلحقني في فااار في الحمام وحياة أبوك تعالى أتصرف" ولكن تراجعت سريعاً عن هذه الفكرة وتذكرت الخلفية بيننا وأنه يراني قوية جداً غير أنني قد اجبرته ان يتعامل معي كرجل مثله، وذلك لمشاطحتي ومناطحتي له نظراً انه المسئول عن توزيع الأماكن الشاغرة بالجراج وانه كان يتحداني لأنني امرأة وحاول فرض فكرة اني أقل قدرة منه وأنني لن استطيع الركن ولا الدخول والخروج بسلاسة من الجراج ولكني خضت التحدي و"علمت عليه " .
لا لن اجعله يشمت بي ولن ادعه يري دموعي وتوسلاتي .
ولكن ماذا افعل في هذه الكارثة ويوجد فأر في حمامي " يا لهوووووي" فاستجمعت شجاعتي مع خليط سريالي بوهيمي من البكاء بصوت أعلي من إنذار الحريق في مركز الدفاع المدني. وذهبت واحضرت لوحين من الخشب وبدأت أتعامل مع الفأر وبالفعل امسكته وقلبي تسارعت وتعالت دقاته وكأنها نذير طبول حرب ولم أستطيع الحراك كأنني والله قد شللت ...
وجمعت اشلاء أعصابي وبدأت في التحرك كالسلحفاة وأودعت الفأر مسواة الأخير ....
وفي لحظة هدوء وصمت توقفت التقط انفاسي وقلت لنفسي ( ما هو أنتي يا موكوسة لو كنتي متجوزة وعندك رااجل كان زمانك متعززة وقاعدة رجل علي رجل وهو اللي بيخوض هذه المعركة الشنيعة بالمكانس والشباشب مع هذا الكائن الشرير ) وبعد هذا الحدث وما مررت به وكاد ان يوقف قلبي ويشل أعضائي .
قررت وأنا في كامل قواي العقلية وفي ظل تلك الظروف العصيبة ان اتخذ اقسي وأهم قرار مصيري في حياتي فقد قررت ان اتزوج نعم ..!
قد تظهر هذه الرواية للبعض علي انه أمر تافه نبع من فتاة ضعيفة او بتدلع او مسترجلة او قد يراها من يحسن الظن بها انها تعاني فوبيا او انها فتاة رقيقة المشاعر ولها ظروف خاصة فرضت عليها، ولكن الأمر له بعد ومنظور آخر من وجة نظري .. فهو الآن حال كثيرات في عالمنا وواقع أصبح يتزايد وعزيزتي تواجهه وحدها ..
ولكن دعونا ننظر خارج الصندوق ونتساءل وسؤالي لشريحة معينة من الفتيات ماذا لو ؟
ماذا لو كان هذا الفأر عدو أو سارق او مغتصب أو مرض يجعلك طريحة الفراش لا تستطيعين جلب كوب من الماء ماذا ستفعلين وأنتي كل ما تفكرين به ان تصبحي وحدك وتكوني (strong independent women ) ماذا ستفعلين
فيما هو آت هل ستظلين تحاربين الحياة وحدك ؟مهما كانت قوتك فهذا لا يستقيم.
كوني قوية كما تشاءين كوني رائدة زعيمة لكن لا تنسي ان هناك حياة اخري يلزم ان تعيشيها بالشكل الصحيح والمناسب.
لا تنسي عزيزتي ، وأنتي اثناء معركة الحياة التي قد تكون فرضت عليكي و تحقيقك مسيرتك وذاتك انه لا تسير الحياة والأمر بفرد واحد .
فلم يخلقنا الله لكي نعيش بمفردنا وإلا ما خلق حواء لآدم
عزيزتي حققي مسيرتك كما تريدين لكن الأهم ان تحرصي وبعناية علي "اختيار السكن الراقي الذي تسكنين إليه والذي يصلح ان يكون حضنه وطن يكرم شعبه ولا يهينهم أبداً اختاري رااجل يعززك بجد".
هل اخبرتكم في البداية ان الفأر في الحمام كان ميتاً من الأساس!