القارئ أحمد أبو فرحة يكتب: ماذا بعد انتهاء الكورونا؟

على العالم أن يتعلم جيدا مما حدث خلال هيمنة هذا الفيروس الصغير (الكورونة) بالرغم أنه لا يرى بالعين المجردة الا انه اظهر مدى ضآلة القوى العظمى التي انهارت امامه كل امكانياتها التي طالما تفاخرت بها امام العالم. علينا ان نتعلم ان العلم هو اهم مجال في الحياة بل هو يساوي الحياة نفسها. لذلك فالعلماء هم اولى فئة بالرعاية والدعم عن غيرهم. فأرواحنا جميعا معلقة في رقابهم، وكلنا امل وثقة انهم سيجدون علاجا ينقذنا من براثن هذا الفيروس الفتاك . على الدول العظمى ان تعلم ان التكافل والتكامل والرحمة اهم من المكاسب المادية. فقد كشفت هذه الأزمة الكثير والكثير من العنصرية والعوار الذين اصابوا نفوس البشرية. الأصدقاء الذين كانوا في وقت الرخاء يتقاسمون المغانم هم أنفسهم الذين تخلوا عن بعضهم البعض ولم يحاول اي منهم انقاذ الآخر. بل تخاطفت الدول الأوروبية معدات الوقاية وقامت بقرصنتها جهارا نهارا دون مراعاة لأي جوانب انسانية أو أخلاقية او حتى قوانين دولية. وهناك بعض الدول قد قامت بممارسات عنصرية بين مواطنيها وبين المقيمين بها . على المصريين ان يعلموا انه من اليوم الأول للأزمة كان لديهم دولة بحق . دولة قادرة على المرور بالسفينة من وسط العواصف. بالفعل قد اثبت النظام الحالي أن مصر أصبحت من دول العالم الأول في الأخلاق والشرف والتضحية حتى وان كنا من دول العالم النامي اقتصاديا ... فدول كثيرة وكبيرة من دول العالم الأول تملك أموالا احتياطية مهولة الا انها لم تقوم بما قامت به مصر ذات الإمكانيات المحدودة من دعم لأبنائها في الخارج واستقدامهم على نفقة الدولة وعلاجهم ايضا على نفقة الدولة واقامتهم لمدة 28 يوم مجانا في الحجر الصحى بدون اي مصاريف . على الدولة المصرية ان تستفيد من النظام الجديد للحياة الذي اضطررنا اليه. فيجب عندما تنتهي الأزمة ان يكون هناك مواعيد محددة للمحال التجارية والشركات.. مثلا تكون مواعيد من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة التاسعة مساء. وبعد ذلك يتم اغلاق جميع الأماكن التجارية عدا البقالة والصيدليات حتى يتسنى للدولة ان تقوم بواجباتها من نظافة الشوارع ورصفها وتزيينها وجمع القمامة وصيانة المرافق العامة... الخ وايضا حتى يستطيع المواطن المصري اخذ قسط من الراحة البدنية داخل منزله كي يكون في اليوم التالي نشيطا ومنتجا وغير مجهد من قلة النوم وايضا توفيرا للكهرباء وتقليل الضغط على المرافق العامة والمواصلات. على البشرية ان تعلم ان مصيرنا جميعا اصبح مصير واحد فلن تسلم امة من اذى يصيب أمة اخرى وان كان بينهم مئات الأميال، فالعالم اصبح قرية صغيرة وقد رأينا كيف لفيروس يصيب سيدة في سوق في مدينة في الصين ان ينتشر في كل دول العالم في اقل من شهر ويقتل الآلاف من البشر يوميا في كل مكان بالعالم.. على المتآمرين من اي نوع ومن اي جنس ان يعلموا انهم لن يسلموا ابدا من نتائج تآمرهم .. وعلى الشامتين من اي نوع ومن اي جنس ان يعلموا ان مصيرهم سيكون نفس مصير من شمتوا فيهم .. وعلى الجهلاء من اي نوع ومن اي جنس ان يتعلموا حتى لا يكونوا ضحية جهلهم واضمحلال ثقافتهم .. وعلى المتواكلين على الله من اي نوع ومن اي جنس ان يعلموا ان الله لا يقبل الا العمل والعمل الصالح فقط والأخذ بالأسباب ولكم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأله رجل اعرابي معه ناقة قائلا : )) يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل)) رواه الترمذي ".



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;