القارئة كرستينا عاطف تكتب: "يضحون بأرواحهم ليعيش كيانهم"

الشهادة ليست مجرد كلمة تردد لمجرد حفظها، أو معتقد عظمه فالكل أحبها، أو حتي من حق الجاهل نطقها، إنها تترك لمن يستحقها، إنها قصة شهداء يضحون بأرواحهم ليبقي ويعيش كيانهم، من يخرجون بأنفسهم ليدافعوا عن حدود وطنهم، أولئك من لا يعلنون استسلامهم بينما يرفعون شعارهم شهادتهم أو سلامة حدودهم، من يودعون أحباءهم في كل مرة من خروجهم لأداء عملهم وبالأخص وقت تنفيذ مهامهم والقلق يتوغل أعمق صدورهم، ليس لخوفهم من موتهم، لكن خشية لقلوب يتركونها خلفهم. يخشون قلوب أمهاتهم وبها لذعة مرار فراقهم، وربما أطفالهم هؤلاء الذي أبسط حقوقهم مناداتهم بلقبهم وربما الارتماء بأحضانهم وقت تغضيب أمهاتهم، من يلعبون معهم بدمياتهم، وربما البعض يترك حب ابدي تكتب بوفاته آخر احرف كلماته، يترك خلفه محبوبته وهيا تصارع مرارة الفراق تخشي الاقتراب منعا للاغتراب مجددا، وكأنها دفنت معه أسفل أنقاض حبهم، إنهم يصارعون ما أكبر من تضرب مسامع أذنيهم صوت رصاصات عدوهم مسرعة مخترقة منتصف صدورهم، ما أكبر حقا من موتهم، إنه لمجرد علمهم عند خروجهم من المحتمل عدم رجوعهم تاركين كل الألم بقلوب أحبائهم، بينما إن توقف الأمر عليهم لا يخشون نهايتهم بل يستقبلونها فاتحين صدورهم، موقنون أنه استشهادهم مدركون أين يكون مكانهم، عالمون عندها سيقف العالم بأكمله حدادا علي أرواحهم. سيذكر التاريخ مجد بطولاتهم، وستحكي كقصص يفخر بها أبناؤهم، ومكانهم عند الله اخبرتك انهم شهداء، بينما أنتم يا من لا تستحقون لقب الجبناء والجهلاء، من تم محي ذاكرتهم واصبحوا كالدميات بيد صاحبهم تحركون أينما يشار امامكم، ويضحكون بقناعتكم ويقولون تحتسبون شهداء عند الله من أين لكم كل هذه الحماقة أتصدقون مثل هذه الأكذوبة، تقتلون أرواح وتحتسبون شهداء، تيتمون أبناء وتحتسبون شهداء، تجعلون أمهات الألم يأكل قلوبهم وتتجسد بداخله حرارة العالم بأكمله، وتحتسبون عند الله شهداء كم أشفق لجهلكم، علي اي دين نشأتم وأي عقيدة تعلمتم، لم أجد دينا من أدياننا السماوية يدفع مظلوما لينتقم من ظالمه، وأنتم تأخذون بأرواح بريئة، أفسدتم مصطلح الشهادة وأنتم ترددونها بألسنتكم. أأسف لنفسي أولا لأسمح لها بمخاطبة بعض الجهلاء وأأسف لسيادتكم لأخذ من وقتكم بعض اللحظات التي من المحتمل أن تعطلكم عن الكثير من مخططاتكم، لكن أود حقا و أسعد لإخباركم كيف ستكون نهاية جهادكم أو ما تعتقدونه أمجادكم الذي لا يذكر إلا ومعه سبكم، ستكتب نهايتكم عند تفجيركم لحزامكم، ستفتت أجسادكم ولم يلتئم شخص علي أشلائكم، ولم ينصب عزاء لأمثالكم، ولا تحتسبون عند ربكم شهداء، ولم يذكركم من محي ذاكرتكم ولا من غير معتقداتكم بينما ستحتسبون في خانة الجبناء، أولئك من عاشوا جهلاء، اتركوا كلمة الشهادة لمن يستحق لقبها، إنهم أبناء وطننا، أولئك من تحيا بهم مصرنا مرفوعة الرأس لآخر نقطه دماء تخرج من شهدائنا، تحيا بلد اختلط رمالها بدماء أبنائها، إنهم فقط من يستحقون لقبها.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;