القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة 2 ‎

حمل الأب ابنه الرضيع وصرخاته تملأ الطرقات عاد ولا يرى أمامه سوى صورة محبوبته التي فقدها، محبوبته التي كان وجهها أشبه بالقمر، كانت عيناها سهام تخترق قلبه بمجرد أن ينظر إليها، كانت شفتاها لا تنطق إلا بأعزب الكلمات. صوتها أشبه بريح لينة، وكان وليدها شديد الشبه بها، عاد بقايا إنسان لكن كان لابد أن يتمالك نفسه من أجل ذلك الطفل اليتيم، عاد وقد سأم أن ينظر لوجوه أهل القرية التي تخلت عن الوقوف بجانب زوجته وقت وقوعه بالأسر، عاد إلى بيته وكان كل ركن من أركانه يذكره بمحبوبته، وكان عليه أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد، قرر أن يرحل إلى مكان آخر لا يذكره بذلك الماضي المؤلم، قرر أن يذهب إلى القاهرة حيث زحمة الحياة ورتمها السريع ربما ينسيه ذلك الماضي المؤلم، ركب القطار متجها إلى القاهرة بابنه الصغير، وظل يبحث عن عمل حتى يستطيع أن ينفق على طفله، وها قد أتته الفرصة، كانت هناك شركة تبحث عن مهندسين معماريين هنا، توجه بسرعة إلى مقر الشركة وأجرى المقابلة وقد تمكن من النجاح وتم تعيينه براتب كبير، وكانت المفاجأة اختبار من نوع آخر، كانت تلك الشركة مجرد ستار لأعمال مشبوهة، كانت تعمل لحساب دول معادية ولم يكن أمامه سوى الاستمرار بالعمل عازما على أن يحصل على أدلة الإيقاع بتلك العصابة. توجه هو وطفله إلى عمته بالقاهرة ليقيم معها حتى يجد مكانا يعيش به هو وطفله الصغير، رحبت به عمته كثيرا، وكان لتلك العمة ابنة جميلة ورقيقة جدا، كانت تشبه زوجته، وكانت تحبه حبا تخفيه داخل جوانح قلبها ولم تصرح به، أتتها الفرصة من جديد، رأت أن تعتني بذلك الطفل، أحبته كثيرا وشعر ابن العم بعاطفة حب تنبض من جديد، لكن كان الحاجز بينهما خوفه على طفله الرضيع، لكن ابنة العمة صرحت له عما تكن له من مشاعر حب منذ الطفولة، رأت دمعة قد سقطت من بن العمة أشبه ببركان تلك الدمعة، كادت أن تحرق قلبها، ظنت أنه لا يبادلها الحب، لكن تلك الدموع كانت لخوفه على كل من يحب، حيث إن القدر لا يعطيه قدرا من السعادة بل يفاجئه بحزن أسرع من السعادة التي يعيشها، لكن ابنة العمة كانت وحبها أقوى من خوفه، أقوى من كل الذكريات المؤلمة، وقبل أن يأخذ قرار الارتباط قرر أن يفاتحها بما يحتفظ به من سر تلك الشركة التي يعمل بها، وأنه ربما قد يكشف أمره في أي وقت، وأن حياته قد تضيع. أعلنت له ابنة العمة إصرارها على الارتباط به، وأن حبها ودعواتها ستكون حارسا خفيا له، وأنها لا تقل عنه وطنية وحبا لبلدها، تم الزواج بمباركة الأهل، وكانت من أجمل الليالي التي مرت عليه، وجد إنسانة أحبته بصدق، أحس بأن السعادة حلت في قلبه من جديد، ومرت الأيام والزوج يكتشف كل يوم ما تمارسه تلك الشركة من أعمال بيع للمنحوتات الفرعونية وبيع السلاح وغيرها من الأعمال القذرة، قرر أن يبلغ الجهات المسئولة، لكن كان لابد من أدلة ظاهرة لإثبات ما يتم من تلك الأعمال، قرر أن يقتحم تلك الشركة بالليل وأن يحصل على مستندات لتلك الأعمال المشبوهة.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;