أيمن نعمانى يكتب: عندما تكون المستشفيات والوحدات الصحية بيوت أشباح !

لاشك أن الخدمة الصحية والعناية الطبية من أولى ضرورات الحياة. وواجب والتزام قومى ووطنى على الدولة أن تقوم بواجباتها نحو توفير تلك الرعاية لجموع المواطنين، بالكم الكافى والجودة المناسبة.

ولاشك أن على القائمين بمسؤولية الصحة فى كل المحافظات أن يسعوا نحو وضع سياسات تتيح للمواطن تلقى خدمة صحية راقية المستوى وعالية الجودة وضمن القدرة المادية للمواطن.

لكن كل ذلك هو تخيلات الحالمين بالنسبة لمواطنى مركز المنشاة بصفة خاصة ومحافظة سوهاج على عموم الإطلاق.

حيث أن الواقع يحكى قصةً مغايره، فها هى المستشفيات العامة فى مركز المنشاة تعانى ويلات الإهمال الحكومى وتدنى الفكر الإدارى للمسئول المحلى فى مجال الصحة، مستشفيات لا تمت للمستشفيات بصلة إلا إذا اعتبرنا أن اللافتة المعلقة أعلى مدخل المبنى عبارات صحيحة!!! لكن كيف والمبنى عبارة عن حوائط تضم خرائب أسمنتية، عنابر بلا أجهزة وعليها لافتات غير حقيقية تذكر أقسام من الخيال، أجهزة ضئيلة الكم وقديمة الطراز ومعطلة فى الغالب الأعم. هذا هو حال مستشفى المنشأة العام والذى يخدم مواطنى المركز من محدودى الدخل الذين ليس فى مقدورهم الذهاب للعيادات الخاصة.

والوحدات الصحية القروية ليست بأفضل حالا، فهى ليست إلا بيوت للأشباح، نقص فى الكادر الطبى وعدم وجود أطباء مقيمين، فقر فى التجهيزات الطبية، بالإضافة لتردى واقع الخدمات المقدمة والتى تقتصر على حملات التطعيمات الدورية. ورغم أهمية دور الوحدات الصحية القروية حيث أنها تقع فى محيط اجتماعى ريفى محدود الدخل لا يستطيع أن يذهب فى أغلبه إلى الطبيب الخاص ويحتاج لخدمة صحية حكومية بقيمة مادية مقبولة، بالإضافة إلى بُعد تلك القرى عن أقرب مستشفى عام أو حكومى يجعل من فرص نجاة المريض تتضاءل خصوصاً فى حالات التسمم أو لدغات الثعابين والعقارب المنتشرة فى المحيط الريفى.

والأمثلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال الوحدة الصحية بقرية الشواولة والتى تخدم القرية ونجوعها والقرى المحيط بتعداد يتعدى 10 آلاف مواطن، والتى كانت ملجأ لكل طالب علاج، والتى تم إنفاق الملايين على تجديد المبنى وأفتتح ليبقى ولسنوات مجرد مبنى مغلق فى غالب الوقت وأصبحت الأن لا تجد طبيباً مقيماً يقوم على توفير الخدمات الصحية لأبناء المنطقة.

والوحدة الصحية بقرية الدويرات هى الأخرى تعانى من عدم وجود الطبيب المقيم وتعانى وهى واحدة من أكبر القرى فى مركز المنشأة من عدم وجود خدمة صحية لمواطنى القرية وتوابعها.

الوحدة الصحية بقرية الزوك الشرقية تعانى من عدم وجود الأطباء أو التجهيزات على الرغم من أهمية دور تلك الوحدة الصحية ووقوعها على طريق القاهرة أسوان الزراعى والذى يجعل منها ملجاً فى حالات وقوع حوادث الطرق، ولكنها تعانى حالاً متردياً واهتماماً متدنياً من قِبل مسؤولى الصحة بسوهاج. مناشدات عديدة ولكن لم تتحرك قلوب المسؤولين عن الصحة فى سوهاج وخصوصاً وأن أغلبهم من الأطباء الذين لم يعايشوا واقعنا، فلهم ولأبنائهم أطبائهم الخاصين ولهم عياداتهم الخاصة التى تنتفع من ضعف الرعاية الحكومية.

نرجو تحرك وزير الصحة ومحافظ سوهاج لإنقاذ أرواح المرضى وتخفيف آلامهم من خلال رعاية صحية حكومية قريبة المكان وجيدة المستوى ومنخفضة الثمن.

ونرجوهم أن يعيدوا الحياة لبيوت الأشباح، أسف للوحدات والمستشفيات الصحية



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;