القارئ محمد رمضان يكتب: قلوب حائرة 3 ‎

بدأ الأب الشجاع يفكر ويعيد التفكير مرار وتكرارا، هل يقدم على تلك الخطوة من الإيقاع بأصحاب تلك الشركات التي ما هي إلا مافيا خفية تعمل في كل ما يدمر اقتصاد البلاد من مخدرات وسلاح وغير ذلك من الأعمال المشبوهة التي تودي بخيرات وأرواح الشعب المسكين، ومن داخله هاتف آخر يلوح بداخله ألا يقدم على تلك الخطوة، لأنه قد يعرض أرواح من يحب إلى الخطر، زوجته التي لم يمر على زواجه بها سوى بضعة أشهر وابنه الصغير الذي فقد أمه، ولم يتبق له سوى والده لكن الواجب كان أقوى من كل ذلك، فقد واجه الموت قبل ذلك في معركة لم تقل ضراوة عن تلك المعركة، فعقد العزم على كتابة رسالة أعطاها لزوجته وأقسم عليها أن لا تفتحها إلا إذا تغيب عنها، طال غيابه فأخذت تنظر في عينيه وجدت داخلهما حزنا شديدا، وجدت بضع قطرات يكاد يخفيها عنها، هنا أدركت الزوجة أن هناك خطبا جللا، أخذت تسري عنه قضوا وقتا سعيدا من الضحكات وأخذ يحتضن طفله الصغير وينظر إليه وكأنه يودعه الوداع الأخير. نامت الزوجة والطفل، وبدأ الزوج يخطط لتلك المعركة، كانت أول خطوة أن تعرف على أماكن أجهزة الإنذار، وحين انتهى وقت العمل اختبأ الجندي الشجاع داخل إحدى الغرف وبعد ساعة خرج من تلك الغرفة وقام بإغلاق أجهزه التنصت وأسرع باتجاه مخازن تلك الشركة، وهنا وجد ما لم يكن يتوقعه، وجد أجهزة إرسال حديثة لا يستعملها إلا أقوى الجيوش وقت الحروب، كما وجد أسلحة ومتفجرات، وهنا أدرك أنه يواجه العدو من جديد، لكن عدو اليوم يتخفي بزي المحسن المحب للوطن، فقام بتصوير تلك الأجهزة والأسلحة وعقد العزم على التوجه لجهاز المخابرات حتى يعرف ما وراء تلك الشركات المشبوهة، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان. كانت كل خطواته مراقبة من تلك العصابة، وكان عليهم منعه أن يتقدم أكثر من ذلك، وقبل أن يتأهب ذلك الجندي الشجاع للخروج وجد أمامه مجموعة من الرجال مدججين بالسلاح، كانت وجوههم غريبة ولغتهم أشبه باللغة العبرية، هنا أدرك أن العدو الصهيوني لم ينس ثأره وما حدث له في معركة الكرامة، أخذوا ذلك الجندي الشجاع الذي ضحى بحياته وطفله من أجل بلده وسقوه ألوانا من العذاب، قاموا باقتلاع أظافره وصعقه بالصاعق الكهربائي ومنعوا عنه الطعام والشراب وليس على لسانه إلا كلمة واحدة وطني، هنا بدأت قواه تتهاوى وبدأت روحه في الصعود لبارئها، هنا بدأ يلوح أمامه صورة محبوبته التي فقدها وكأنها أتت لاستقباله وبدأ يلفظ أنفاسه وهو يقول وطني.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;