محمود حمدون يكتب: حل سحرى يريح الجميع

قديما (ربما حتى الآن) كان شهر يونيه، يمثل فترة زمنية تقضّ مضجع كثير من الرؤوس والقيادات الإدارية بالدولة، إذ تمثل نهاية الشهر، نهاية موازية للسنة المالية للدولة بكاملها، وتوطئة لإعداد حسابات ختامية بكل ما أُنفق من مال عام، بما فى ذلك معرفة تفصيلية بكافة أصول وموجودات الجهات الإدارية بمخازنها.

وذلك أمر كان يُقلق بعض السادة، فيُهرعون لإضمار النار فى مخازنهم التى فى عهدتهم، فكنّا نعتبر شهر يونيه، شهرا للحرائق التى تشتعل بليل بمخازن الجهات الحكومية، تشتعل فجأة بماس كهربى أو بعقب سيجارة مجهول الهوية فتأتى على الأخضر واليابس، وتُخفى كافة الأدلة الشاهدة على الإهدار والنهب المنّظم والمتعمّد للمال العام.

فارتبط فى الذهن العام أن ثمة علاقة بين شهر يونيه من كل سنة وبين كثير من المشكلات والمصائب التى تُرتكب طوال العام المالى، ثم تأتى الحرائق الفجائية أو غيرها، كحلا سحريا يُريح الجميع، لتعود الحياة سيرتها الأولى بداية من الشهر التالى "يوليو".

"موسم الجرد السنوى" أصبح بمرور الوقت منهجا ومدرسة للفقه الإدارى للتخلص من المصائب والكوارث المصطنعة، نهاية طبيعية لترتيبات تتم بالليل خلف مصنع الكراسى بين بعض من المهتمين بالمال العام والمعتقدين فى قرارة أنفسهم أن ليس ثمة فارق بين ما يملكون من مال خاص وما هو ملك للعامة جميعا.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;