القارئ د.علاء الشال يكتب: عندما يكون الطب رسالة لا مهنة

المجتمع المصرى مجتمع واع يرصد ما يدور فيه بدقة متناهية، والرأى العام لا يكذب فى تحليله للأحداث، ولقد فجعت مصر بوفاة الإنسان الطبيب الدكتور محمد مشالى الذى عاش حياته فى خدمة الفقراء والمساكين، وكان ممن استغلوا خبرتهم فى تضميد جراح الثكالى والمتعبين. كان يمتلك بين جوانحه نعمة السلام النفسى كتب الله له أن يعيش على الكفاف ويرضى بالقليل، وجعل الدنيا خلف ظهره، ولم يلتفت لمالٍ ولا جاهٍ فى وقت يجرى أغلب الناس فى مهنته، وغير مهنته لجمع ما يقدر عليه من حطام الدنيا. مفتاح السر فى شخصية الدكتور محمد مشالى رحمة الله عليه كانت فى نعمة السلام النفسى، تلك النعمة التى يفتقدها أغلب الناس فى سعيه وراء جمع المال، والواقع يقول إن أغلب الناس لا يرضيه ما هو فيه، غير قانع بما رزقه الله، يتطلع لأن يكون بجوار المليون مليونا آخر، وبجوار القصر قصرًا آخر، لا يهنأ بعيش ولا يقنع بكسب بالرغم أن حالته الميسورة جدًا هى مطمع لكل من هو دونه. يعيش فى جوٍ من الاضطراب والقلق والاكتئاب أما أمثال الدكتور محمد مشالى عليه رحمة الله فيعيشون حياة الزهد والراحة والسكينة والقناعة بما فى اليد.. سمعته يقول (أنا مش عايز حاجة سندويتش فول وطعمية يكفيني). كلمة توضح المعدن النبيل لقليل ممن رزقهم الله نعمة الرضا، يرى نفسه غنياً إن أكل اليسير دون النظر لأحد، كان يستطيع ان يأكل أشهى الطعام ويلبس أفخر الثياب من كسبه الحلال ولكنه وجد سعادته فى إسعاد الناس والتخفيف من آلامهم بلا مقابل مادى يذكر. ومرة أخرى يقول (أبويا وصانى وهو على فراش الموت وقال لى أوعى يا محمد تاخد من فقير أو محتاج) كلمة أخرى يستشف منها الإنسان معنى بر الوالدين وتنفيذ وصية والد متوفى كان يرى أن مهمة الطبيب هى التخفيف عن الناس وتبديد آلامهم، وليس نهب أموالهم كم من الأطباء أصبحت مهنة الطب فى نظره سلعة لتباع إلا لمن يدفع الثمن، حجتهم فى ذلك أنهم تعلموا وأنفقوا وسهروا ..الخ يا سادة المجتمع فى حاجة لأمثال الدكتور محمد مشالى "طبيب الغلابة".. مصر ولادة وبها الكثير من النماذج المشرفة أمثال د. مجدى يعقوب وغيره ممن يبعثون فى المجتمع المصرى عامة وفى الأطباء خاصة نعم الرضا والقناعة وجبر الخواطر. رحم الله الدكتور محمد مشالى الذى عمل لخدمة وطنه ولم ينس وصية والده بل نفذها بحذافيرها، يكفيه دعوات المرضى والمحتاجين ممن كان لهم أباً رحيما وطبيباً حانياً.. رحم الله من رحم الناس وخفف عن آلامهم وساعدهم ولم ينتظر من أحد جزاء ولا شكورا رسالة موجهة من القلب لكل طبيب تقول: صنائع المعروف تقى مصارع السوء ومن سار بين الناس جبرا للخواطر أدركه الله فى جوف المخاطر الطب رسالة ومهنة سامية، وليس ماكينة لتحصيل النقود، ويكفيكم أن تراعوا حاجة الناس وتخففوا عن المسكين والمحتاج .



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;