القارئة ميرفت السيد أحمد عبد الحميد تكتب: دنيا غريبة

فى أيام غريبة ليست على وتيرة ما سبقها من أيام وشهور وسنون وكأنما أصابها ماس شيطانى جنونى، سر ليس لحل شفرته من سبيل ... رأت الموت من حولها كحوت كبير يبتلع ما حوله من أسماك صغيرة بنهم وشراهة ...رغم تعودها على مشاهدة الموتى والمرضى..... لكن هذه المرة مغلفة بالخوف، بالقلق، بالاختناق، بالترقب. فجأة لم يعد لمحركى زنبرك البشر في العالم سيطرة على قسمة كل منهم.. اختتم كل منهم محاولاته بعبارة .."الأمر متروك للسماء" _حقا اعترفوا بقدرة السماء أم أنه اكتشاف أخر لمحرك جديد..... على كلٍ ....بحث الجميع عن المُخلِص الذى سينتشلهم من الغرق فى بحر ذلك المجهول المستتر . بالطبع لم يكن المخلص نجم من نجوم هوليوود ولا الفائز ببطولة العالم فى رياضة ما، ولا واحد من أكثر الأثرياء المعدودين ولا رجل حرب ولا سياسة .. حتى لم يكن حاخام ولا بابا ولا إمام للدعاة ولا أحد ممن يعترف بقوى الطبيعة... اتجهت الأنظار ربما للمرة الأولى حول فئة أصحاب الرداء الابيض، ساكنى المعامل، المعتقلين بين دفتى كتاب، الباحثين عن كيف أبدع الخالق المخلوق،أحست بنشوة تسرى فى عروقها كالروح فى جسد كاد أن يفقد حياته، كالصحة فى جسد متهالك. حملت على عاتقها مسئولية إنقاذ العالم . تطوعت فى أقرب وحدة قتالية وكانت فى الصفوف الأولى للمعركة تقطعت بها الأنفاس ذهابا وإيابا بين ردهات المشفى. الموت حاصرهم من كل جانب والوباء قد انتشر مثل انتشار النار فى الهشيم لكنها لم تتراجع فهم أقربائها وأهل بلدتها فهم من يعطوها قوة البقاء هم من لقبوها بالجيش الأبيض الذى سيدافع عنهم فى المعركة. هم من يكتبون إليها كل يوم المنشورات التى تجول مواقع التواصل كل ساعة تمجيدا لها هم من اعتبروها المخلص الذي ضحى بنفسه ليجنبهم ويلات العذاب. لكن أصابها ضربة من العدو الصغير جدا رأت الموت يزحف إليها مثل خيال سابح لم تحزن.... وكيف تحزن !! وهى تعرف أنها ستستقبل كشهداء الحروب، كالمنتصرين، تركت الدنيا وهى فرحة بما قدمت. سلمت روحها لخلقها ، وجسدها لمن ضحت من أجلهم لكنهم بخلوا علي جسدها بالتراب... بحجة العدوى، بحجة الخوف، بحجة الجهل.....



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;