وليد نجا يكتب: شهداؤنا جنود الحق فى الأرض

أجد قلمى عاجزا رغم براعته وحياديته عند الكتابة كباحث غير مؤسسى عن شهداء مصر على مر العصور، وذلك لأن مصر هى البلد الوحيد التى تجلى الله سبحانه وتعالى على أرضها فى الوادى المقدس طوى وجميع الأنبياء والعرب من نسل ستنا هاجر المصرية زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وأم سيدنا إسماعيل عليه السلام وأم العرب فتكريما للسيدة هاجر المصرية لقبت مصر بأم العرب وأم الدنيا وجنودها خير أجناد الأرض، وما يقال عن العرب من عز وفخر ترجع جذوره للمرأة المصرية، فتلك حضارتنا وتلك نساؤنا، ويحمل شهر مارس من كل عام بين طياته دلالة ورمزية، حيث يجمع بين عيدين عيد الشهيد وعيد الأم. وتحتفل الأم المصرية بالشهداء بالفرحة لإدراكها قيمة الشرف عند العرب وهى أمهم ودائما ثمن الشرف دماء شهدائنا الأبطال، فحب الوطن يولد مع الإنسان ضمن الفطرة الإنسانية التى ترتكز على الصفاء النفسى، فقلب الإنسان الفطرى ينبض بحب وطنه الذى ولد فيه وعاش طفولته فى مسقط رأسه ومن أجل الدفاع عنه تهون روحه أغلى ما يملك، ففيه ولد وتربى ويمتلك أجمل ذكريات طفولته مع أهله وأحبابه وأصحابه، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة فى حب الوطن فعند هجرته الشريفة من مكة للمدينة وقف يودعُها ويستعيد ذكرياته فيها رغم ما بها من ألم فخاطبها قائلا: ( والله إنى أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجتُ) وذلك دلالة واضحة على حب نبينا صلى الله عليه وسلم الشديد لمكة المكرمة، وأن خروجه منها مضطر، فحب الوطن ليس بدعة لكنه سنة نبوية والدفاع عن للوطن والشهادة من أجله أعلى مراتب الإيمان، ولفظ شهيد ترجع تسميته إلى الشاهدة وهى أرض المعركة التى يسقط عليها الإنسان وتختلط بها دماؤه وتشهد له أمام الله سبحانه وتعالى ويرحل الشهيد عن الدنيا بالجسد وتبقى روحه فى السماء، وللشهيد منزلة وفضل كبير يلخصها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: "والذى نفسى بيدِه، وددتُ أنّى أقاتِل فى سبيل الله فأُقتل، ثمّ أُحْيا ثمّ أُقتل، ثمّ أُحْيا، ثمّ أُقتل، ثمّ أُحيا، ثمّ أُقتل، ثمّ أحيا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللشهيد ست خصال يُغفر له ويَرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبرِ، ويوضع على رأسه تاج الوقار؛ الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحورِ العِين، ويشفّع فى سبعين من أقاربه . وعندما نفتح سجل التاريخ العسكرى ونقلب صفحاته نجده حافلا بالبطولات منذ فجر التاريخ حتى قيام الساعة فأين أباطرة الهكسوس وغيرهم، فعندما يتجبر الباطل ويعجز أهل الأرض عن وقفهم ويرفعون أيديهم إلى السماء، وتزحف أباطرتهم إلى أرض مصر فتكون مقبرتهم فمصر أهلها جنود الحق فى الأرض فينصر الله سبحانه وتعالى الحق بجيشها وشعبها وقيادتها السياسية، فنحن شعب مصر خير أجناد الأرض قولا وفعلا اليوم والأمس وغدا، فشهداؤنا ضربوا أروع الأمثلة فى التضحية والفداء، وبدمائهم الطاهرة ظلت رايتنا مرفوعة ومخضبة بدماء شهدائنا الأبرار، وستظل رايتنا عالية خفاقة تسلم مرفوعة هاماتها من جيل إلى جيل بإذن الله تعالى، بوحدة شعبها وجيشها ومسجدها وكنيستها، وقد أختير يوم التاسع من مارس ذكرى استشهاد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض القائد والمعلم والقدوة رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف لتصبح ذكرى رسمية نحتفل بها كل عام لإحياء ذكرى شهدائنا الأبرار، وقد كتب شعب مصر العظيم وأبناؤه من رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة أروع صفحات المجد والفخر فى التصدى لحروب القيم والروابط المجتمعية فنحن شعب مصر نمتلك عقيدة قتالية شعارها النصر مرفوعى الرأس أو الشهادة دفاعا عن العرض والشرف وسلاحنا لا نتركه قط حتى نذوق الموت. وعلى مر التاريخ لم تهزم مصر عسكريا غير بالخيانة ومصر الدولة الوحيدة على مستوى العالم التى تطرد الخونة منها فنحن إذا نحتفل بذكرى يوم الشهيد نجدد مبايعتنا للقيادة السياسية المصرية القائد الأعلى للقوات المسلحة ونؤيدها فى كل قراراتها للحفاظ على العرض والشرف فى إطار دولة القانون التى أرست قواعدها ثورة 30 يونيو، وذلك لتحقيق التنمية فى حقبة تاريخية مضطربة وقد منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بنعمة الأمن والاستقرار، وتعيش مصر مرحلة بناء ونهضة مصر الثانية، وكلامى ليس نفاقا بل إحقاقا للحق تؤيده مشروعات ضخمة على أرض الواقع، يشهد لها القاصى والدانى، وفى الختام أدعو الله مخلصا أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها وقيادتها السياسية من كل سوء.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;