د. داليا مجدي عبد الغني تكتب : مريض شُهرة

الحقيقة أنني استلهمت موضوع هذا المقال من أحد الأشخاص، الذي أطلق ذلك المُصطلح على إحدى الشخصيات التي تظهر إعلاميًا، والتي اخترقت مجال الميديا، ظنًا منه أن من ينجح في تلك المجالات، فهو مريض بداء حُب الشهرة.

وفي الواقع، فإن هذا المفهوم استفزني، فأردت أن أوضح لكل من يلتبس عليهم الأمر الفرق بين مرض الشهرة، وبين النجاح الذي يُؤدي إلى الشهرة، فمريض الشهرة هو شخص يبحث عن الاستعراض الفارغ الأجوف، بمعنى أنه لا يملك أية مُقومات للنجاح، فيبدأ في مُحاولة لفت الأنظار إليه عن طريق الإتيان بتصرفات غير منطقية، لكي يكون محور اهتمام الآخرين، وهو في تلك الحالة لا يخرج عن أمرين، إما أن لا يُعيره الآخرون أي انتباه، أو يتحول إلى ظاهرة مُؤقتة، تأخذ وقتها مثل غيرها وتمر.

أما من وصل إلى الشهرة بسبب نجاحه، فهذا الشخص لا يُعد مريض شُهرة، لأنه بحث عن النجاح، فبحثت عنه الشهرة، بدليل أنه يستمر ويزدهر ويزهو، علاوة على أن البحث عن الشهرة في حد ذاته ليس عيبًا، طالما أنها شُهرة مشروعة ناتجة عن الجِد والاجتهاد والعمل، وطالما أيضًا أنها بهدف نبيل، وهو نقل المعلومات المُنتجة إلى الآخرين، سواء كانت علمية، أو قانونية، أو أدبية، أو فنية، أو غيرها من المجالات الأخرى.

وفي رأيي أن من يُوصِم المشهورين بأنهم مرضى، هو في واقع الأمر لا يخرج عن أمرين، أولهما عدم الإدراك للمعنى الحقيقي لهذا المُصطلح، وثانيهما هو رفضه لنجاحهم وشُهرتهم، ومُحاولة النيل من تلك الشهرة بأي وسيلة. وأخيرًا، أحب أن أوضح أن إعلامنا إعلام شريف، ولا يُساعد سوى الناجحين والنابغين، بدليل أن أي شخص لا يستحق لا يستمر في هذا المجال، ودائمًا يكون محل نقد من المُشاهدين، ومن الميديا ذاتها، لأن الأرض لا تسمح إلا باستمرار البُذور الصالحة فقط، وتلفظ من تلقاء ذاتها البُذور الفاسدة.

وعليه، فليس كل شخص حظي بالشهرة يكون مريضًا، بل الأفضل أن ننعته بالشهير.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;