د.داليا مجدى عبد الغنى يكتب: التمرد ليس الحل

ما أجمل الطموح والتطلع إلى المستقبل المشرق، والحلم بأن نصل إلى عنان السماء، ونمسك النجوم بأيدينا، ونحقق كل ما تصبو إليه النفس، ولكن رغم كل ذلك لابد أن ندرك أنه علينا ألا تصل بنا أحلامنا إلى درجة التمرد على حياتنا، ورفض ما نعيشه، والاستهانة بمواردنا القليلة، فهذا رفض للنعمة التى نعيش فيها وتمرد عليها، ولكى يشعر الإنسان بأن حياته مستقرة لابد أن ينفق فى حدود إمكانياته، وأن يعيش وفق قدرته، وألا يتجاوزها مع كامل الإصرار على تغيير حياته للأفضل، وتحقيق أحلامه وطموحاتـه، ولكن إلى أن يصل إلى ما يصبو إليه لابد أن يمد رجله على قد لحافه.

وهذا هو المثل الذى دائمًا ما ينصح به القانعون الأشخاص الذين يشكون من ضيق الحال، وقلة الموارد، وأصله يعود إلى أنه كان هناك شاب قد ورث ثروة طائلة عن والده، وكان هو وريثه الوحيد، فلم يُحسن هذا الشاب التصرف فى الثروة، وأخذ يبعثرها، ويلعب بها، وبعد فترة أديرت دنياه، ونفذ جميع ما يملك من ثروة، وأصبح لا يملك قوت يومه، عندها تخلى عنه أصحابه، وضاقت عليه الأرض فخرج من بلدته باحثًا عن عمل يحصل منه على لقمة العيش، وانتهى به المطاف عند صاحب بستان استأجره، ولكنه لاحظ أنه لا يعرف العمل، ولم يسبق له أن زاول العمل، وأنه ابن ترف، لكن ظروفًا لزمته بذلك، فسأله صاحب البستان: "ما الذى أجبرك على العمل ؟ ومن أنت؟" فأخبره الشاب بكامل قصته، فذُهِل صاحب البستان ؛ لأنه يعرف والد الشاب، ويعرف أنه صاحب ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفذ، ولكن الشاب أنفقها بغير تعقل، ثم قال له: "لا أريدك أن تعمل وتُهان وأنت ابن فلان"، ثم عقد له الزواج على ابنته، وأسكنه بيتًا صغيرًا قريبًا منه، وأعطاه جملاً، وقال له: "يا ولدى احتطب وبع وكل من عمل يديك، وأنصحك بأن تمد رجلك على قد لحافك".

ومن يفكر فى هذا المثل بتروٍ سيدرك أنه لابد ألا يتمرد على حياته ورزقه، بل يتعايش معهما؛ حتى يغير حياته للأفضل، فالتمرد ليس الحل.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;