د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ما للعادات وما عليها

كل منا له عادات قديمة اكتسبها بمرور الزمن، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ منه، ومن تركيبة شخصيته، وأيًا كانت الأسباب التى دعته إلى اعتناق هذه العادات واعتيادها، وسواء كانت هذه العادات سلبية أم إيجابية، ففى النهاية تظل مرتبطة بنا حتى لو تركناها لفترة طويلة، تظل تُذكر ويُذكر معها اسمنا وكأنها قُيدت معنا فى شهادة الميلاد فور ولادتنا، وعندما نعود إليها ثانية، أول جملة تأتى على لسان من حولنا هى: "عادت حليمة لعادتها القديمة"، وبهذه المناسبة أحب أن أوضح معلومة أن المثل يُطلق على امرأة تُدعى "حليمة" وليس "ريما" كما تعودنا أن نقول.

فحليمة يُقال أنها زوجة "حاتم الطائى" الذى اشتهر بالكـرم والسخاء، كما اشتهرت هى بالبخل الشديد، فقد كانت إذا أرادت أن تضع سمنًا فى الطبخ ترتجف يدها وهى تمسك بملعقة السمن، فأراد حاتم أن يُعلمها الكرم، فقال لها: "إن الأقدمين كانوا يقولون أن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن فى الطبخ زاد الله بعمرها يومًا"، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن ؛ حتى صار طعامها طيبًا، وتعودت يدها على السخاء، وشاء الله أن يفجعها فى ابنها الوحيد الذى كانت تحبه أكثر من نفسها، فجزعت نفسها حتى تمنت الموت، وأخذت تقلل من عدد ملاعق السمن فى الطبخ ؛ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس: "عادت حليمة لعادتها القديمة".

وبالفعل، فنحن دائمًا مهما تركنا عاداتنا القديمة نَحِنُّ إليها، ونعود لأنها جزء منا، ولكن هل هذا يعتبر صحيحًا على إطلاقه، فأظن أنه أمر نسبى، فلابد أن نترك كل ما هو سيئ، ويعود علينا بالسلب من عاداتنا، فى حين أنه يتحتم علينا أن نعود لكل ما هو إيجابى ومُجْدى منها، فعلى سبيل المثال من يترك التدخين وهو عادة سيئة، وما شابهها، عليه ألا يعود إليه ومن يدع نُصح الناس ونفعهم عليه أن يعود إليهم، فاحكم على عاداتك بما لها وما عليها.




الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;