د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: هَوِّنُوا على أنفسكم

أندهش بشدة من الأشخاص الذين يُعَقِّدُون أى مسألة تقع بين أيديهم، فهؤلاء لديهم القدرة على تعسير اليسير، ودائمًا يلفون حول الأمور، ولا ينظرون إليها بنظرة بسيطة، فهم يجدون أنفسهم فى إثارة القلق والبلبلة داخل أنفسهم وداخل الآخرين، ولكن لماذا يُصَعِّبُ الإنسان على نفسه الحياة؟ ولماذا لا ينظر إلى الجوانب الإيجابية منها؟ فهل تستحق الأمور أن نقوم بالمئات والآلاف من العمليات الحسابية فى كل أمر يخص حياتنا ؟ وهل نظن أننا بذلك نحذر القدر، ونحمى أنفسنا من شر الغير. فبالطبع مهما حسبنا أمورنا بدقة، ومهما عَقَّدْنا المسائل، فلن نُغير ما كُتِبَ علينا، ولن نَحْذَر قدرنا، فلابد لنا أن نُهَوِّن على أنفسنا، ولا نبالغ فى تقدير الأمور، ولا نُعطيها أكثر مما تستحق، فالحياة ليست "حِسْبة بِرْمَا".

ويعود أصل هذه المقولة الشهيرة إلى إحدى القرى المصرية التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، وهى قرية "بِرْمَا" التى تبعد عن طنطا بحوالى 12 كيلو متر. وقد جاءت هذه المقولة عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصًا مُحَمَّلاً بالبيض، فأراد تعويضها عما فقدته من البيض، فقال لها: "كم بيضة كانت بالقفص ؟"، فقالت: "لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبَقَّى بيضة، وبالأربعة تَبَقَّى بيضة، وبالخمسة تَبَقَّى بيضة، وبالستة تَبَقَّى بيضة، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا يَبْقَى شيئًا". وبعد حسابات وحيرة كثيرة، عرفوا أنا القفص كان يحتوى على 30 بيضة.

ومنا هنا جاءت المقولة "حِسْبة بِرْمَا"، وللأسف هذا ما نفعله كثيرًا فى حياتنا، وهو أن نُعَقِّدَ الأمور بشكل غير منطقى؛ مما يُؤثر على تفكيرنا، وتشتيت فكر من حولنا، والأحرى بنا أن نَزِنَ الأمور بميزان المنطق، ونُيَسِّرها، لذا، هَوِّنُوا على أنفسكم أمور الحياة.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;