د. داليا مجدي عبد الغنى: تكتب غريبة الناس

قرأت مقولة، كم استوقفتني من شدة صدقها، ولأن الكثيرين عاشوا ذلك الإحساس عبر العديد من المواقف، وتلك العبارة تقول: "من الناس كلما راعيت ظروفهم ذلوك، وكلما راعيت إحساسهم جرحوك، وكلما أعليت من شأنهم احتقروك، هؤلاء لن يعرفوا قيمتك إلا إذا خسروك". هل نُنكر أننا جميعًا قابلنا هذه النوعية من البشر، أو على الأقل من أحدهم، والحقيقة أن هؤلاء البشر الذين يتسمون بتلك الصفات، لا يُمكن لأي إنسان مهما بلغت درجة عبقريته أو حكمته أن يستطيع تحليل شُخوصهم، أو نُفوسهم، أو تفسير سُلوكهم، فهم بلا هوية نفسية، وبلا استراتيجية إنسانية، فهم يسلكون سُلوكيات مُغايرة تمامًا للمنطق، وينتهجون نهجًا مُجافيًا للعقل، ولا أحد يدري لماذا يفعلون ذلك؟! هل يظنون أن تلك السلوكيات دربًا من دروب القوة؟ أم يعتقدون أنهم بذلك يفهمون الحياة، ولديهم القدرة على التعامل معها. ومهما كانت أفكارهم المُمنهجة من وجهة نظرهم، ومهما آلت إليه نجاحاتهم الحياتية، أو المكاسب في رأيهم، فهناك سؤال يطرح نفسه، هل يمكن للإنسان أن يحترم نفسه، وهو يسير على هذا الطريق، وكيف يتسنى له أن يتفاهم مع ضميره، والأدهى من ذلك كيف يستطيع أن يُواجه مَنْ ذلَّه عندما قدَّر ظروفه، ومَنْ جرحه عندما راعى إحساسه، ومَنْ احتقره عندما عَلَّى من شأنه؟!! فهؤلاء في ضلال حقيقي، فهم لا يتورعون عن فعل أي شيء بغيض لإرضاء نزعاتهم النفسية المريضة، ونصيحتي لمَنْ يلتقي بهذه النوعية من البشر، ويُعاني من اضطراب تصرفاتهم، ألا يُرهق نفسه في التفكير في أسباب تلك السلوكيات الشاذة، ولا يُحاول أن يجد لها تفسيرًا أو مُبررًا، لأنها باختصار ليس لها أية أسباب يُمكن أن تُقنع العقل لكي يستسيغها، فلا يُمكن التعويل على هذه التصرفات سوى بأن مَنْ يأتي بها بشر من طبيعة خاصة، جُبِلُوا على التطرف المسلكي، ظنًا منهم أن في هذا مصدر قوتهم، وسر نجاحهم، وللأسف لا يكتشفون الحقيقة إلا عندما يخسرون مَنْ تفنَّنوا في النيل منهم بدون أي أسباب حقيقية، وهذه الفئة البشرية تستحق أن تتسم بالغرابة، لغرابة كل ما يأتون به، ولذا فلا يجب أن تكون سُلوكياتهم محل جدل أو عجب على الإطلاق.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;