عصام كرم الطوخى يكتب: فيض العطاء

هناك أنماط من البشر أنعم الله عليهم الكثير من النعم ومع ذلك تجده أسير ما يملك أسير فى متاهة حب الذات، بل قد ينسى أو يتناسى من حوله، لذلك لا تظن أن خيرات الله لك وحدك بل أعطاك ليختبرك فلا تستأثر لذاتك دون غيرك.

يقول فاروق جويدة: "إننى أؤمن عن يقين أن سعادتنا تبدأ داخلنا، وأن السعادة فى العطاء ربما تفوق السعادة فيما يعطيه لنا الآخرون !" أعطِ ولا تؤجل العطاء لغد، فهناك من ينتظر أن تمد يد العون له، أخرج من محبة ذاتك إلى محبة الآخرين وأنفق مما وهبك الله بمودة ورحمة ورضا وطيب خاطر لتعم البركة وراحة البال حياتك انفق لترى البسمة والسعادة فى عيون من حولك أعطى دون ضغط أو سخط فالعطاء الحقيقى هو النابع من قلبك بفرح وسعادة.

يقول مصطفى محمود: "الشكر على العطاء ألا تعصى به من أعطاك".

ما أجمل وأروع القلب الواسع عندما يعطى باستمرار دون ملل أو سأم ليتحدث عملك عنك فيما بعد، أعطى ولا تستصغر عطائك لترزق بلا توقع وتزداد رفعة دون أن تشعر.

يقول جبران خليل جبران: "ليس الجود أن تعطينى ما أنا أشدّ منك حاجة إليه، وإنما الجود أن تعطينى ما أنت أشدّ إليه حاجة منى". أعطِ العطف والحب والحنان والمودة والاهتمام، أعطِ لتكون فى قلب من تحب فنحن بالعطاء نحيا فهو متعة خاصة لا يستشعرها سوى القليل منا، فعندما يتوقف قلبك عن العطاء يجف فيه كل معانى الإنسانية.

يقول ميخائيل نعيمة: "يوم يفر الإيمان من نفسك تفر نفسك منك، ويوم يكف قلبك عن العطاء يجف". هناك نوع آخر من العطاء الجميل هو الارتقاء بمن حولك بالفكر والعلم والنية الصادقة وبالكلمة الطيبة التى ترسم البسمة والسعادة على وجه حزين، وتشيد جسور الأمل فوق أنهار الإحباط واليأس وتخرج إنسان من متاهة الضياع ونظرته السوداوية إلى أن يرى الوجه الجميل للأشياء ببارقة أمل وييسر وخير تعيد له الثقة فى الحياة برغبة فى العمل والعطاء.

يقول جبران خليل جبران: "لا تنسى وأنت تعطى أن تدير ظهرك عن من تعطيه أى لا ترى حيائه عاريا أمام عينيك".

يحكى أنه كان هناك أخوان يعيشان فى مزرعة وكان أحدهما متزوجا ولديه عائلة كبيرة، أما الثانى فكان أعزبا وكانا يتقاسمان الإنتاج والربح بالتساوى. وفى يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه أن تقاسمنا أنا وأخى الإنتاج والأرباح ليس عدلا فأنا بمفردى واحتياجاتى بسيطة فكان يأخذ كل ليلة من مخزنة كيسا من الحبوب ويزحف به عبر الحقل من بين منازلهم ويفرغ الكيس فى مخزن أخيه. وفى نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه أنه ليس عدلا إن نتقاسم الإنتاج سويا أنا متزوج ولى زوجة وأطفال يرعوننى فى المستقبل وأخى وحيد لا أحد يهتم بمستقبله.

وعلى هذا اتخذ قرارا بأن يأخذ كيسا من الحبوب كل ليلة ويفرغه فى مخزن أخيه. وظل الأخوان على هذه الحال لسنين طويلة لأن ما عندهم من حبوب لم يكن ينفد أو يتناقص أبدا. وفى ليلة مظلمة قام كل منهما بتفقد مخزنه وفجأة ظهر لهما ما كان يحدث فأسقطا أكياسهما وعانق كل منهما الآخر.

يقول والت ويتمان: "عندما أعطى سأعطيك نفسى".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;