محمد حبيب يكتب: عن المواصفات المطلوبة فى مجدد الخطاب الدينى أتحدث

يخلط كثير من الناس بين المجدد، وبين مبلّغ وناقل الخطاب الدينى الجديد، فالمجدد هو ليس فقط كل داعية أو إمام، بل هو الشخص الذى تخصص فى العلم الشرعى وملك آلياته وأصبح باحثاً شرعياً، واستطاع أن يتعامل مع النص الشرعى بما لا يخالف أصل الشرع، أما ناقل الخطاب الجديد أو مبلّغه فهو كل شخص يتعامل مع الناس ويخاطب الآخرين فهو يحتاج إلى خطاب دينى سمح وراقى لا يقوم على ازدراء الآخر أو التنفير، وحتى هؤلاء من غير المتخصصين لابد وأن ينقلوا عن أهل الاختصاص والعلم، ولن ينجح القائم بالخطاب الدينى المنشود أو ناقله إلا إذا توافرت عدة صفات شخصية وذاتية لديه ومن أهمها: • اللباقة والفصاحة ولا نعنى بها قدرته على الخطابة وإلقاء الكلمات والعبارات، بل المرونة فى عرض فكرته باختيار الوقت والمكان والطريقة المناسبة فعليه استغلال أنسب الطرق لعرض فكرته عند حواره مع الطرف الآخر المتشدد.

• معرفته بمواطن الاتفاق فى موضوع معين عند التحدث فيه، والتركيز عليها مع الإلمام بتفاصيل موضوع النقاش.

• الإنصات الجيد للطرف الآخر مع الاهتمام بلغة جسد الآخرين وخصوصا تعبيرات الوجه مع إظهاره الاهتمام للآخر ليسهل إقناعه • إظهار التجرد وقصد الحق والبعد عن التعصب مع مراعاة ضبط النفس وكظم الغيظ ومراعاة البُعد عن إظهار الإعجاب بالنفس والغرور وتجنُب التحدى والإفحام.

• يجب أن يفترض القائم بالخطاب الدينى الجديد المنشود أن الطرف الأخر معتنق ومؤيد الأفكار المتشددة لديه فى الأصل نية حسنة فى التمسك بالرأى المنشود، فهو يحاول جاهداً أن يلم بأشكال التدين الكامل (من وجهة نظره)، ويجب أن نعتبر أن الآخر المتشدد معذور بعدم علمه، ونحاول أن نقرّب ونبسط له الفكر المعتدل المطلوب بأن نركز على أن فكره المتشدد ما هو إلا رأى خاطئ ناتج عن اختلاف الأفهام.

ونركز على بعض الأمثلة الشرعية الدالة على اختلاف الأفهام بـين الناس ومنها: قد تغيب على عالم بعض المفاهيم ويعلمها من هو أقل منه علماً كما قال ابن عباس ( كما فى تفسير القرطبى ) فى تفسيره للآية (14) من سورة الانشقاق ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴾: فقال " ما كُنْتُ أَدْرِى مَا يَحُورُ؟ حَتَّى سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّةً تَدْعُو بُنَيَّةً لَهَا: حُورِيُّ، أَى ارْجعِى إلى ".

قلت: فهذا ابن عباس يتواضع ويتعلم من امرأة أعرابية.

ولابد من العلم دائماً بإمكانية اختلاف الأفهام والرؤى عند خير الناس وهم الصحابة، فعندما قال النبى ( صلى الله عليه وسلم) لجماعة من أصحابه: « آخِـــــــــــــــــــــــــرَكم مَوتاً فى النَار ». وفيهم: سمرة بن جندب وأبو هريرة وأبو محذورة فظنّوا أن أخرهم موتاً سيموت على الكفر وسيدخل النار، إلا أنهم تبينوا أنهم أخطأوا فى الفهم فإذا بآخرهم موتا فى النار أى موتا بالحريق فى الدنيا وهو سمرة فقد وقع فى كانون دون قصده عندما كان يغتسل.!! وكذلك قوله (صلى الله عليه وسلم ) لنسائه: «أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِى أَطْوَلُكُنَّ يَداً» فقد بادرن لقياس أيدهن ( على الجدار !!) لمعرفة أيتهن أطولُ يداً إلا أنهن عرفن أن المقصود منهن هـــــــــــــــى من تكثر الصدقة وهو الحديث الذى أخرجه مسلم برقم (2452) وغيره من طريق عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقاً بِى أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَداً، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَداً زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ ".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;