محمد محمود حبيب يكتب: عن طرق حل مشاكل الأقليات المسلمة فى الغرب أتحدث

كلما تزداد ظاهرة الإسلاموفوبيا تزداد مشاكل الأقليات المسلمة فى العالم الغربى، فهناك تحديات كثيرة ثقافية وإعلامية وسياسية واجتماعية تواجه الأقليات المسلمة فى الدول الأجنبية وتترك هذه التحديات طابع وتأثير لا واعى فى الذات المسلمة. ومن هذه المشكلات ما يتعلق بقضايا الزواج (الشرع) والإرث وغيرها مما يرتبط بالقوانين المدنية وقوانين الأحوال الشخصية. فكثير من البلدان الغربية تفرض على مواطنيها (ومنهم المسلمين) القوانين المدنية الوضعية التى يتعارض الكثير منها مع الشرع الإسلامى، ومما لاشك فيه فإن الانتماء بالجنسية للبلد الغربى سيترتب عليه الالتزام بقوانين هذا البلد بمختلف ألوانها ومضامينها، الأمر الذى يخلق هذه الإشكالية وهى الانتماء بالجنسية للبلد الغربى والانتماء بالعقيدة للإسلام. وأهم مقترحات لعلاج هذه المشاكل: أولاً: مساعدة الأقليات المسلمة على بنائهم ذاتياً وتحصينهم داخلياً من خلال إرشادهم إلى التدين السليم وتوحيد الصفوف والكلمة والذى هو أساس كل تخطيط أو نجاح يراد تحقيقه. وثانياً: دعوة المسلمين هناك للتأثير فى الوسط المحيط (غير المسلم). ومن شأنها أن يتحول المسلمون إلى محاور فعّالة للتأثير فى الوسط المحيط أى عناصر تبليغية من خلال القدوة والسلوك الحسن والأخلاق الفاضلة، والكلمة الطيبة والدعوة الحسنة، وبث التعاليم والمفاهيم الإسلامية والتواصل الإيجابى مع غير المسلمين، ليخلقوا صوراً مشرقة عن الإسلام والمسلمين فى أذهان الآخرين. ومن هذا المنطلق فعلى جميع المسلمين بكافة طبقاتهم وجنسياتهم دعم المؤتمر العالمى لتأهيل أئمة مساجد الجاليات المسلمة على الفتوى بمصر تحت رعاية الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والتى ترأسها دار الإفتاء المصرية تحت موضوع " التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للجاليات المسلمة " والذى سيعقد فى أكتوبر القادم، والذى سيحقق نفع للجاليات المسلمة ويكفينا فخراً أن دار الإفتاء المصرية أنشئت فى ديسمبر من العام 2015 م مرصداً لمواجهة الإسلاموفوبيا وهو مخصص فى المقام الأول بمساعدة الأقليات أكثر من يعانى من هذه الظاهرة، وهذا المرصد يختص برصد الظاهرة ومعالجتها وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، والحد من تأثيرها على الجاليات المسلمة فى الخارج، وشددت دار الإفتاء وما زالت على التعاطى الصحيح لمشكلة الإسلاموفوبيا والذى يبدأ من الرصد الدقيق والتحليل العلمى السليم لكافة الأحداث والقضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين فى الخارج من أجل دراستها وتقديم التوصيات والمقترحات لعلاج ذلك، وقد اهتمت العديد من الصحف العالمية والمنظمات الدولية بتصريحات مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية واعتبرتها مرجعاً مهماً لها ومنها دعوته لوسائل الإعلام الغربية إلى الحيادية فى تناول قضايا التطرف والإرهاب، وعدم الربط السلبى بين العمل الإرهابى والدين الإسلامي، والعمل على إتاحة الفرصة أمام علماء المسلمين المعتدلين للتحدث إلى المجتمعات وبيان حقيقة الإسلام ورسالته النيرة والبعد عن الإثارة فى التناول أو الاجتزاء والتشويه بحق فئة بعينها. ويقوم كذلك مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء بمخاطبة العالم الخارجى بلغاته وعبر أدواته ووسائل إعلامه، وبمتابعة كل ما ينشر عن الإسلام والمسلمين فى العالم على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى ومراكز الدراسات والأبحاث المعنية بالتطرف والإرهاب ودراسة أحوال المسلمين والقنوات التليفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات باللغة العربية وعدة لغات أجنبية حية ويرد عليها من خلال لجان متخصصة، ليغلق على الإرهابيين والمتطرفين وأصحاب الآراء المتشددة جميع المنافذ التى يتسلل منها إلى عقول الشباب، ويحث المرصد دائماً المسلمين فى الغرب على الاندماج فى مجتمعاتهم واحترام قوانين البلاد التى يعيشون فيها. ولم تكتف دار الإفتاء بذلك بل تسعى دائماً للتواصل مع مسلمى الجاليات المسلمة من أجل مساعدتهم لشرح وتوضيح صورة الإسلام الصحيح فى دولهم كالزيارات الخارجية والمقالات الأجنبية المتعددة لفضيلة مفتى الجمهورية د.شوقى علام، ومستشاره د. إبراهيم نجم لشرح صورة الإسلام الصحيحة، ومن ذلك التواصل أيضاً احتضانها مؤتمراً عالمياً فى أكتوبر المقبل لتأهيل أئمة مساجد الجاليات المسلمة على الفتوى تحت رعاية الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والتى ترأسها دار الإفتاء المصرية بعنوان "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للجاليات المسلمة " وهذا يمثل بلاشك ريادة مصرية فى الجانب الديني، ويمثل إسهام ومشاركة ودور فاعل لدار الإفتاء المصرية فى تأهيل خطباء وأئمة مساجد مصر والعالم الإسلامى مما يسهم بشكل كبير وأساسى فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، أو بمعنى آخر مساعدة الجاليات أو الأقليات المسلمة.



الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;