أحمد صالح أحمد يكتب: الأمن التركى بين خدمة الإرهاب ومكافحته

شكلت طلقات الرصاص التى أطلقها أحد أفراد مكافحة الشغب فى تركيا على سفير روسيا أثناء زيارته لأحد المعارض الفنية بأنقرة لوحة لكنها من الدماء، تُعبر عن التطرف والإرهاب ولا تُعبر عن الإسلام الذى حرم قتل الرسُل والسفراء والمدنيين حتى من الدول المعادية، تأكيدا على حماية حقوق الإنسان وإرساء لقواعد العدل. ولكن التطرف الذى لا يعرف الرحمة يصنع قيماً غير ذلك تخدم سفك الدماء وتُدار من قبل السلطات الحاكمة لبعض الدول، لتنفيذ أطماعها التوسعية والهيمنة مثل تركيا التى أيدت ودعمت سابقا عددا من الفصائل المتطرفة ومنها ما يسمى بالدولة الإسلامية لدولة العراق والشام (داعش)، لذلك لم يكن مستبعدا أو غريبا أن يقوم بجريمة قتل السفير الروسى أحد أفراد الأمن التركى والمفترض مواجهته للإرهاب لا تنفيذه، لأنه من الصعب أن تقنع ابنك بأضرار التدخين وتدعوه للإقلاع عنه وأنت تمسك السيجار! لما يمثله ذلك من تناقض يدفعه لعكس تلك النصيحة. أما الشىء الذى كان عصيا على الفهم فهو ما أعلنه أحد القيادات الأمنية التركية معقبا على ما جرى مستبقا أى اتهامات أو تحقيقات بشأن احتمالات لوجود تعاون وصلات بين جماعة فتح الله جولن المعارضة لحكم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والقاتل الذى لقى مصرعه بعد دقائق فى تبادل إطلاق النار مع الأمن وقبل القيام بالقبض عليه، فهل تم التحقيق معه بعد وفاته واعترافه بوجود علاقة بجماعة كولن؟! أم أنه الواقع يفضح الاختراق الداعشى والضعف الأمنى الذى تخفيه تلك السلطات والشىء اللافت كان فى تناول بعض وسائل الإعلام العربية واستطلاعات الرأى التى تعكس ثقافة مغلوطة وفهم غير صحيح للدين وصف القاتل بالشهيد البطل وهلل للعملية على اعتبار أنها نصر للإسلام والمسلمين وللمستضعفين السوريين فى حلب (التى غابت عنها تركيا لحظة الحسم بعد التقارب مع روسيا) دون تفرقة بين من يقتل الأبرياء فعليا، ويُصدر الإرهاب ومن يمارس عمله الدبلوماسى وفقا للأعراف الدولية، وقد تم استهدافه من الخلف من شخص وجب عليه حمايته بدلا من قتله، ودون تمييز بين مفهوم الجهاد الحقيقى والغدر.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;