محمد محمود حبيب: عن الاستفادة من التخصصات المختلفة في تجديد الخطاب الدينى أتحدث

يناقش مجلس النواب قريبًا كيفية الاستعانة بالتخصصات المختلفة في تجديد الخطاب الدينى، وقد اندهش بعض الناس من الدعوة الثاقبة والموفقة للرئيس عبد الفتاح السيسى للاستفادة من العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة كعلوم الأخلاق والنفس والاجتماع والسياسة وغيرها، وتساءل بعض المندهشين: ما دخل هذا بذاك؟ والإجابة بسيطة وواضحة وهى أن هذه العلوم عليها أن تقدم رؤيتها للإمام أو الداعية أو المجدد في مختلف نواحى الحياة وما يستجد من اهتمامات الناس وطبيعة مشاكلهم وبالتالي التركيز على ما يهم الناس من داخل الدين وعدم التركيز على ما لا يناسب طريقة عصرهم، وليس كما يظن البعض اللجوء إلى هذه العلوم لوجود نقص فى التشريع مثلاً في فهم طبيعة النفس البشرية، وليس أبدًا لاقتباس قيم أخلاقية جديدة غير موجودة في الشريعة!، ويمكن تبسيط بعض الأولويات المطلوب على الداعية التزامها من روح هذه العلوم والتخصصات المختلفة وكما جاءت في آخر كتبى عن تجديد الخطاب الدينى والذى وافق عليه مجمع البحوث بالأزهر ومنها أن هذه العلوم الإنسانية والاجتماعية توضح وتفسر لنا طبيعة المتشددين وكيفية تفكيرهم، فأصحاب العقيدة والفكر المتشدد ليسوا كلهم مأجورين أو معاندين، ولكن لديهم رغبة داخلية فى الإلمام الكامل بمظاهر التعبد والتدين ظنًا منهم أن هذا هو الطريق السليم، وهذا فى حقيقته نية سليمة يجب أن نفترضها فيهم، وهى التعبد والتدين الحرفي الكامل القائم على اتّباع القرآن والسنة (من وجهة نظرهم)، وهذا ناتج من توسيع دائرة حدود الاعتقاد عندهم ليشمل كل نواحى الحياة بصورة مبالغ فيها مما يترتب عليه مبادئ خاطئة كالحاكمية ودار الكفر وغيرها، وكذلك توضح لنا هذه العلوم أسباب ومبررات فكرهم كتوسعهم في الأخذ بالذرائع أو الاحتياط، وتقديمهم الحديث الضعيف على الرأى والقياس فى حين أن الحديث الضعيف ليس بوحى بل نشأ فى بيئة مختلفة وزمن معين وهو نص لا يتبدل بخلاف الرأى والقياس أى أنهم ضيّقوا واسعًا، وكذلك لجوئهم إلى الاستنباط الخاطئ والظاهري اعتمادًا على آراء فردية لبعض العلما ، وهذا أهم ما يميّز الخطاب الديني المتشدد، وبالتالي تسهل لنا هذه العلوم المدخل والحل الأمثل والطرق الفعّالة في التعامل مع من نريد تقديم الخطاب الدينى لهم ومن هذه الحلول: 1- هذه العلوم تساعد المتصدر للخطاب الدينى الجيد والجديد إلى الجمع بين "الأضداد" والآراء المختلفة سواء المتشددة أو المتساهلة، لأن العقل بطبيعته يقتنع بالجمع بين الأضداد. 2- كذلك هذه العلوم تساعد على قراءة أفكار المتشدد وهى الانطلاق من اهتماماته ومرجعيته، كالتركيز والحرص على اتّباع الدين وعدم التفريط في أصوله، ولكن بشكل جديد ومعتدل. 3- وكذلك هذه العلوم تنبهنا إلى ضرورة الاعتماد على المرجعيات والأدلة الشرعية ركن أساسي فى إقناع هؤلاء، وكذلك تنبهنا إلى استحالة قبوله الآراء العقلية التي لا سند لها في الدين. 4 - هذه العلوم ضرورية لأنها تقدم لنا أفضل الطرق والوسائل الفعّالة لإقناع الآخر والتواصل معه بشكل جديد ومنها الإيحاء بقبول الآخر للفكرة والرأى الجديد، فمثلاً عند التخاطب أقول وأكرر: - هذا شئ تقدّره وتحترمه. - أعرف أنك تسمعني فواصل الاستماع لى. - أعرف أنك تشعر بالمصداقية فى كلامي. - أعرف أن الفكرة واضحة وأزيدها وضوحاً. وقبل الختام: فلنجاح التجديد يجب أن نأخذ في الاعتبار الأطراف الثلاثة ونهتم بها وبجوانبها وهى: المرسل أو المجدد، والرسالة أو المادة المعتدلة المتوافقة مع روح الدين، والمرسل إليه وهو المتشدد أو متلقى الخطاب. وختامًا:هل أدركنا أهمية الاستفادة من العلوم الإنسانية والاجتماعية في تجديد الخطاب الدينى؟ حفظ الله مصر ورئيسها وعلماءها



الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;