د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: عندما تنير آراء الفلاسفة حياة البشر

لا أعرف لماذا يتعمد غالبية الناس السخرية من الفلاسفة ، ووضعهم في موضع من يخرجون عن الإطار الواقعي ، ونسج حالة خاصة بهم ، لا ترقى إلى أرض الواقع ، على الرغم من أن الفلسفة هي في حقيقتها تجسيد للواقع ، وحصر لمواقف الحياة في صورة آراء ثاقبة ، ومن يعجز عن فلسفة الحياة ، أو على الأقل فلسفة حياته ، فقطعًا ينقصه الكثير . فالفلسفة بجانب أنها علم له تاريخه وأصوله وعراقته ، فهي أيضًا قادرة على التعمق في نسيج الحياة ، وتواصل مع ماضيها ، وتعايش مع حاضرها ، وتوقع لمستقبلها ، فهي ربط كامل متكامل مع كل ما يمر بنا عبر حياتنا ، والفيلسوف لا تمر عليه أي شائبة مرور الكرام ، فهو دائمًا يُدرك كل دقائق حياته ، ويسعى إلى وضع نظريات مدروسة ، سواء لحياته بشكل خاص ، أو للحياة بوجه عام ، فهو على أتم وكامل العلم بأن الحياة لا يُمكن النظر إليها من منظور ضيق ، أو النظر إليها نظرة عشوائية . وما يُدهشني هو ، ما العيب في ذلك ؟! ولماذا يُعيب الكثيرون على هؤلاء الذين يُحاولون أن يجدوا لحياتهم معنى ، وأن يجعلوا للحياة قيمة معنوية ، متجردة من كل الرغبات المادية . وبهذه المناسبة ، سأل أحد الأشخاص الفيلسوف "ديوجينيس" : "هل تعرف ما هي الحكمة في إحسان الناس وتصدّقهم على أصحاب العاهات من العُمْي والعُرْج ، وعدم إحسانهم وتصدقهم عليكم أنتم معشر الفلاسفة" ، فقال الفيلسوف : "إن الحكمة في ذلك واضحة ، لأن الناس متأهلون ومستعدون للعَمَى والعَرَج ، وليس كل واحد أهلاً للفلسفة" . ورغم وجاهة هذا الرد ، إلا أنني لو كنت سُئِلْتُ هذا السؤال ، لكان ردي : "وهل الفلاسفة في حاجة للإحسان أو الصدقة أو الشعور بالشفقة" . فلو أدرك البشر نعمة فلسفة الحياة ، لتمنى كل إنسان أن يُولد ويموت فيلسوفًا ، فيكفي أن تظل آراؤه منارة تُنير حياة البشر طيلة الأمد .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;