محمد على سليمان يكتب: كتالوج للشباب

ما إن أطلق الرئيس مبادرة لاحتواء شباب الألتراس وغضبهم، حتى انهالت سهام النقد للرئيس ولمبادرته، لبعض الشخصيات التى لا تألوا جهدا فى إظهار كراهيتهم للشباب، ليس فقط شباب الألتراس، بل الشباب بصفة عامة.

فهذه الشخصيات رأت قبل ثورة يناير أن شباب الألتراس مجموعة من المراهقين فكريا، المنحرفين، فهم مجموعة من الشواذ، السكارى، المدمنين لشتى أنواع المخدرات، وكانت هذه هى التهم المعلبة لأى مجموعة من الشباب يختلفون مع هذه الشخصيات، ثم بعد الثورة أصبحوا مجموعة من الإرهابيين، الممولين من طرق شتى، إخوان أو جهات أجنبية خارجية.

وتستنتج من هذا أن العداء مع الشباب، وأصبحت التهم لهم حسب موسم التهم، ونجد ان معظم هذه الشخصيات عليها الكثير من علامات الاستفهام، ويصل الشطط بأحدهم إلى أن يقول "أنا لو مكان الرئيس كنت ضربت إستاد التتش بالنابلم"، تصريح يعيدنا إلى أفكار النازية، هذا التصريح لو أن هناك جهات مسئولة لزجت بصاحبه إلى السجن بتهمة العنف.

ولكن هذا التصريح مع قسوته يكشف عما فى النفوس، للكره والحنق على الشباب، الشباب الذى لم يطلب إلا القصاص ممن قتل أصحابهم حتى وإن اختلفت معهم فى بعض التصريحات والتصرفات، التى يمكن تقويمها بالحوار وفتح المجالات ليعبروا عن انفسهم وليس بالنابلم والإقصاء والقتل لهم.

وأعود إلى هؤلاء الشخصيات التى تريد رسم كتالوج للشباب، فهم لا يريدون شبابا مسيسا كل أسلحته ورقه يعبر بها عن نفسه، ولا يريدون شباب كل أسلحته مجموعه من اللافتات تعبر عنهم وعن مطالبهم.

أعتقد أن هذه الشخصيات تريد شبابا أعمى لا يرى الظلم فلا يقاومه، وأصم يسمع إهاناته فلا ينتفض للرد عليها، وأبكم لا يدفع الظلم عنه ولو بشعار أو ورقة أو لافتة.

ينسون أن الشباب فى هذا السن جامح فيجب أن نقف معه لنقلل جمحهم، لا أن نقف أمامهم فنصطدم بهم ويصطدمون بنا، ثم نلقى باللوم عليهم، إن انسداد آفاق التعبير تأتى بنتائج عكسية، فينسحب البعض من المجتمع إلى غياهب المخدرات، أو أن يقفز فوق سور الحياة إلى البحث عن مكانه فى الآخرة فيلجأ إلى الإرهاب.

إن حل هذه المشكلة بسيطة جدا وهو إقرار العدل، العدل بين الجميع دون النظر لأى اعتبارات، يقول سيدنا على رضى الله عنه عن تربيه الشباب "لا تحملوا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خُلقوا لزمن غير زمنكم"، يجب أن نعلم أن الشباب خلقوا فى زمن غير زماننا، فيجب أن نراعى الاختلافات فى الزمن فما نراه عيبا اليوم قد يصبح أمرا مقبولا غدا.

أرجو أن نصمت قليلا ونغلب مصالح الوطن التى تصب فى مصالح الشباب ونصمت قليلا عن المؤامرات الكونية التى تحاك لنا ونحتوى الشباب بحق.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;