يسرا محمد سلامة تكتب: وفى التاريخ دروس وعبر

الأول من فبراير من كل عام سنظل نتذكر دومًا أحداث مَجزرة بورسعيد والتى راح ضحيتها فى 2012، 74 مُشجعًا أهلاويًا، أربعة أعوام مضت على واقعة لا يعلم أحد حتى الآن من المُتسبب بها، ورغم قساوة الحدث وبشاعته إلا أننا لا نَتعظ أبدًا من النتائج التى ترتبت عليه.

فالآثار السلبية التى خَلفتها الأحداث وراءها كانت عديدة؛ لأنَّ فكرة خُسارة أرواح فى حدِ ذاتها فاجعة أخلاقية لا يُمكن تعويضها، فكيف تَهون النفس البشرية إلى هذا الحد؟!، وكيف لم نستطع إلى يومنا هذا الوصول إلى حقيقة ما حدث، ومعرفة من المُتسبب فى هذه المجزرة؟!.

لقد عِشنا أيامًا صعبة جدًا منذ اندلاع ثورة 25 يناير، إلا أنَّ 1 فبراير 2012 سيظل فى ذاكرة التاريخ يومًا أسودًا لن تنساه أجيال عديدة، بل لِنَقل إنَّ فبراير الأسود هو شهر الدم المصرى، ففى 2015 أيضًا مَررنا بنفس مَرارة التجربة، لكن هذه المرة مع مُشجعى الزمالك ففى 8 فبراير الماضي، شهد استاد الدفاع الجوى مَجزرةٌ أخرى راح ضحيتها أكثر من 20 مُشجعا زمالكاويا، فهل اتعظنا مما حدث قبلها بثلاثة أعوام؟! بالطبع لااااا والأدهى من ذلك، وهو السؤال الذى لم أجد له إجابة يومًا، هل يُعقل أنْ يذهب أى شخص لمُشاهدة مُباراة فى كرة القدم بغرض الاستمتاع، ومُؤازرة فريقه الذى يَعشقه، ليَعود من هذه المُباراة إما جُثة هامدة، أو مُصابًا إصابات بالغة قد تتسبب له فى عاهة مُستديمة طوال حياته؟!، سمعت كثيرًا عن جُنون الكرة، لكنى لم أسمع أبدًا عن مَوت مُحقق تَتسب به مُباراة كرة قدم، هل هى علامات الساعة؟ لا أدرى حقًا.

لكنى على يَقينٍ من أمرٍ واحد، أنَّ هذه ليست أخلاقنا، ولا ثقافتنا التى دَرجنا عليه طيلة حياتنا، ففى من العيب إذًا؟، أكاد أجزم بما لا يدع مجالاً للشك أنَّه فينا، لأنَّ ما حدث فى ملعب مختار التتش من الأولتراس الأهلاوى فى الاحتفال بالذكرى السنوية لمجزرة بورسعيد يؤكد هذا المُعتقد ويُرسخه، دائمًا نقول أنَّ التاريخ لا يُكرر نفسه، بل تَشابه الأحداث يجعلنا نشعر بذلك التكرار، وفى حقيقة الأمر فإنَّ التاريخ موجود لهدف واحد فقط، أن نتعظ ونعتبر، وإذا لم نُحقق هذا الهدف فنحن لا نسحتق العيش فى هذه الحياة.

مأساتان شهدتهما هاتان الواقعتين، أولهما رُخص الدم المصرى، وثانيهما عدم تحقيق العدالة حتى اليوم ومعرفة من وراء تلك الجريمتين، وإذا استمرينا بهذا الشكل، فلنترحم جميعًا على أنفسنا من هذه اللحظة. وإنَّا لله.. وإنَّا إليه راجعون.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;