مصطفى أبو زيد يكتب: عندما ارتمى نظام تميم فى أحضان القوات التركية والإيرانية

منذ قيام الدول الأربعة بقطع العلاقات مع قطر خلال الشهر الماضى لمساندتها ودعمها الإرهاب فى العديد من الدول العربية وتوجيه أداتها الإعلامية لبث السموم والأفكار الهدامة التى من شأنها زعزعة استقرار الدول العربية، وهى تحاول امتصاص قوة الحصار المفروض عليها، والتى أثرت بشكل كبير على اقتصادها وعلى رفاهية المواطنين، نظرا لتوقف إمداد السعودية والإمارات للعديد من السلع والمنتجات التى كانت قطر تعتمد على استيرادها من تلك الدول، فلجأت قطر إلى تعويض ذلك عن طريق تركيا وإيران التى قامت بإمدادها منتجات الألبان لتخفيف حدة الحصار حتى وصل الأمر بها أن تستدعى قوات أجنبية لبلادها من تركيا والحرس الثورى الإيرانى لتدعم من أركان حكم تميم الذى ارتمى فى أحضانهم غير مكترث بأنه بذلك يخلع العباءة العروبية نهائيا، وحتى ذلك الوقت هو يتمادى فى أفعاله بخروجه بكلمة يدافع عن سيادة قطر، وأنه لا يقبل من الدول العربية المقاطعة له أن يكون هذا النهج فى إملاء شروطهم، وأنه بقبول تلك الشروط فإنه يتنازل عن سيادة قطر وتدخلا فى شئونه الداخلية. العجيب فى الأمر أنه يعتبر ذلك تدخلا فى الشأن الداخلى ويعتبر انتقاصا للسيادة القطرية، فلماذا إذا تسمح لنفسك بأن تفعل ذلك عن طريق دعم ومساندة الجماعات الإرهابية ماليا ولوجستيا لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها تزهق الارواح وتسفك الدماء لتزعزع أمن واستقرار الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، أليس هذا تدخلا فى الشئون الداخلية والانتقاص من سيادة تلك الدول؟ فهو الآن يعمل وبكل قوة على تجميل صورته بالعالم من خلال الادعاء بأن الدول العربية المقاطعة تريد لقطر أن تكون دولة تابعة أو إمارة تابعة للسعودية، ويضع نفسه موضع المجنى عليه لا الجانى، هذا بالإضافة إلى حملة من التعاقدات بملايين الدولارات مع العديد من شركات العلاقات العامة والمحاماة وشركات ادارة المعلومات فى محاولة لتجميل الصورة الفاضحة للنظام الحاكم بقطر فى تورطها بدعم وتمويل الارهاب بعدة دول . ولكن السؤال الأبرز والمهم إلى أى مدى تستطيع قطر المضى قدما فى نهجها المعادى للدول العربية من خلال سياسياتها الخارجية وأداتها الاعلامية الجزيرة التى توجهها دائما صوب الدول العربية، وخاصة مصر التى تخصص لها نصيب الأسد فى بث السموم والأحداث الملفقة لإثارة حالة من عدم الاستقرار واللعب على نغمة الحالة الاقتصادية والمواطنين يعانون بسبب إجراءات برنامج الإصلاح الاقتصادى التى تقوم الحكومة المصرية بتنفيذه على مراحل لخلق حالة من التوتر والغليان فى الشارع المصرى، ولكن بات الشعب المصرى أكثر وعيا بعدما تكشفت أمامه الدور القذر الذى تلعبه الجزيرة فى هدم الأوطان. هل قدرتها المالية هى ما تجعلها حتى الآن تستطيع الوقوف أمام الحصار المفروض عليها من مصر والإمارات والسعودية والبحرين؟ وهل يجب على دول المقاطعة أن تزيد من إجراءاتها حتى تجعل قطر تستجيب لشروطها وتبتعد عن دعمها ومساندتها الإرهاب أم أن هناك دولا كبرى تدعم قطر وسياساتها فى الخفاء وهذا ما يجعل من قطر تستمر وسط هذا الرفض العربى لها؟، وهذا ما أرجحه ففى عالم السياسة المال والمصالح تتشابك وقطر لديها هذا الاستعداد أن تتعامل مع الشيطان نفسه فى سبيل أن تخرج من تلك الأزمة منتصرة ولعل الأيام القادمة ستظهر لنا الكثير على الساحة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;