د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الـمُعادلة الصعبة

هل شعرت من قبل بالحزن على شخص كان يعاملك بقسوة؛ لأن الزمان بَدَّل قوته إلى وهن وضعف؟! فى الواقع، رغم أننا نكره المعاملة القاسية، وننفر منها بشدة، حتى لو كانت من أقرب المقربين لنا، وحتى لو كان الهدف منها مصلحتنا، إلا أننا أحيانًا نحزن عندما نجد هذا الشخص قد هزمه الزمن، ونال منه، وغدر به، ونتمنى حينها أن يستعيد قوته ثانية، حتى لو كانت هذه القوة ستنال منا، وربما تُؤلمنا، وهذا الشعور يتأتى مع الأشخاص الذين نُحبهم لدرجة أننا نُؤْثِرُ احتمال ما يُسببونه لنا من آلام على أن نراهم فى حالة ضعف وحزن، فهذه حقًا معادلة صعبة للغاية، ولكن لا يشعر بها أو يُحققها إلا صاحب القلب النبيل. وهذا يُذكرنى بأم كانت تضرب ابنها كل يوم أمام الناس، وكان الابن يتحمل ولا تنزل منه دمعة واحدة، ولا يتلفظ بأية كلمة لأمه، واستمر الأمر على هذا الحال فترة طويلة، وفى يوم من الأيام، وبينما كانت أمه تضربه كعادتها، أجهش بالبكاء، وبعد أن انتهت أمه وذهب، أسرع إليه الناس، وقالوا له: "ما الذى أبكاك اليوم؟ وأنت الذى لم تبكِ طوال الأيام الماضية، مع أنها تضربك بنفس الأسلوب؟"، فقال: "شعرت اليوم بأن أمى قد هَرِمَتْ ووَهَنَتْ، وأن قوتها قد ضعفت". وهذا هو ما أعنيه، أن حبنا لأحد الأشخاص قد يجعلنا نتألم إذا شعرنا بأن الزمان قد دار عليه ودَبَّ فى جسده الوهن، حتى لو كان هذا الإنسان يؤلمنا أحيانًا، فربما كان إيلامه بُغْية تحقيق مصلحتنا، ولكنه أخطأ فى التعبير أو التنفيذ، ولكى نستطيع التوصل إلى هذه النتيجة، وهذا الإحساس، لابد لنا أن نُحقق المعادلة الصعبة بين مشاعرنا تجاه هذا الإنسان، وفلسفة ما كان ينالنا منه من ألم.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;