معروف للعالم أجمع أن من أساسيات أى دولة فى انتهاج سياساتها هو مبدأ "المصلحة" أى أن أى دولة كانت من كانت بأجهزتها ومؤسساتها تتحرك وفق مصالحها فقط لا وفق الهوى، وكثير من الأزمات الدولية تحدث بسبب اعتراض دولة عن تنفيذ مطلب دولى بحجة أنه يتعارض مع مصالحها .
كثير من الدول تسير بمبدأ المصالح لصد مصالح كثيرة عن دول أخرى، فكثير من الدول للأسف ترى أن قوتها تكمن فى إضعاف وتصغير دول أخرى فهى لا تعترف واقعياً بمبدأ المشاركة بين الدول وتحقيق رفاهية مشتركة لها ولغيرها، فهذه الدول ترى أن الرفاهية سوف تتحقق لديها بجعل دول أخرى تتضرع فقراً .
الدول تبتعد عن مفهوم المصالح الذى تزعم كل الدول أنها تتحرك فى فلكه، فتارة تجد دولاً تُعرقل صفقات اقتصادية لدول بحجة أنها قد تقوى عقب هذه الصفقات، ودول أخرى تسعى لتقسيم دول حتى تبقى هى القطب الأوحد فى هذا العالم.
مفهوم المصالح يعنى المشاركة طالما لن يترتب عليها ضرر لأى دولة وإنما ستُحقق رفاهية أو رغد لكلا الشعبين عقب تطبيقها، وهذا هو ما يجب أن تسعى إليه الدول، لكن الواقع الذى تراه دول كثيرة يتلخص فى أن قوتها ورفاهيتها تكمن فى إبادة غيرها بحروب مبتكرة غير المعروفة وهذا ما يجب أن ينتبه العالم له وأن يتحرك عكسه.