الخروج خارج قوقعتك ومحيطك يتيح لك المعرفة أكثر عن ذاتك، واستصغار حجم معرفتك... فيدفعك للبحث أكثر، وتفانى فى تطوير ذاتك.
نصيحة تعرف على أصدقاء جدد، ولا تقصر على محيطك... فمعرفة الناس كنوز.
بمعنى؛
أنك فى حياتك - تقريبًا - محاط بفئة، أو اثنين فقط... وهم لا يمثلون كل المهن، والشخصيات... فملازمتك لهم تعنى أن تظل كما أنت بلا تقدم، أو تأخر... فقط أيام تُعد عليك، وأنت كما أنت.
أخرج من قوقعتك، حتى وإن كان سيسبب لك تأخرا فى الذات بشكل أو بآخر.
فالحياة تجارب.... وواجب عليك أن تعش بها على أمرين؛ إما ناجحًا فى تجربة، ومتخطيًا لأخرى، أو مخفقًا فى إحداهما متعلمًا، ومكتسبًا خبرة.
فإن كنت تريد النجاح فى الحياة؛ فلازمًا عليك الخروج من قوقعتك، والتحدث إلى المختلف عنك، فبالاختلاف وحده تستطيع أن تتعلم، وبالنقد تستطيع التطوير والتقدم.
ولطبيعة الإنسان لا يقتنع إلا بذكر الأمثلة، والتجارب؛
فنقول:
الفراعنة قضوا زمنا طويلا فى جيوشهم لا يوجد سوى المشاة، لكن ما أن غزاهم الهكسوس حتى عرفوا العجلات الحربية، وما كانوا يعرفونها إلا بعد الغزو، ورؤية المختلف عنهم، فهم ظلوا فترة طويلة جدًا، توالت فيها الأسر الحاكمة، ولم يدخلوها إلى إعدادهم إلا عندما أجبرتهم الظروف الاختلاط بمن يختلف عنهم.... فخرجوا من قوقعتهم وطوروا أنفسهم لينالوا حريتهم.
فلا تكن صديقى مثلهم تنتظر الظروف أن تجبرك على الخروج من قوقعتك.
- العرب قبل دخول الإسلام - الذى كان به عزتهم، وتسطيرهم فى التاريخ - كانوا قبائل متناحرة، لا يعرفون سوى القتال، والنزاع على أتفه الأسباب، وما إن جاء الإسلام فقابله بعضهم بالترحيب، والنصرة، وقابله الآخرون بالنزاع، والتهديد، والرفض والاحتجاج، والغضب.
من دخله كان بهذا خروجًا من قوقعته - الكافرة - عرف أسلوب حياة لم يعرفه قبل ذلك، سُطر اسمه بالتاريخ، ودخل الجنة، وكسب الدنيا والآخرة.
وعلى هذا أمثلة كثيرة لا حصر لها، ولا عدد، لكن ما أود قوله مختصرًا؛ أن لا شىء فى الحياة يظل على حاله، فكيف تريد أن تظل أنت مكانك، وأنت محور هذا التغير.
وملحوظة أخيرة؛ لا أقصد بالخروج من قوقعتك، قطع علاقتك، أو تهميشها أو حتى إضعافها بمن داخل قوقعتك، لكن أعنى أن توسع دائرة معارفك، أو- على الأقل - خلق دائرة أخرى جديدة بجانب دائرتك الأصلية، وتكون هامشية، لكن حاول أن تفعل.