فى ذكرى انتصارات أكتوبر.. الرئيس السيسى يؤدى صلاة الجمعة بمسجد المشير.. أسامة الأزهرى يلقى الخطبة عن فضائل حرب العاشر من رمضان.. ويقدم التحية لروح البطل أنور السادات..ويطالب المصريين بالوعى والعمل لحم

أدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، صلاة الجمعة فى مسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس، وذلك فى ذكرى انتصارات العاشر من رمضان. وأم الدكتور أسامة الأزهرى، الصلاة، بعد أن ألقى خطبة الجمعة التى دارت حول ذكرى العاشر من رمضان، وقال خلالها: "اسمحوا لى أن أتقدم باسم حضراتكم جميعا وباسم شعب مصر العظيم، بخالص التحية والإجلال والتوقير للقائد البطل المخلص لوطنه الرئيس محمد أنور السادات، وأن أتقدم إلى روحه فى برزغ الخلود بالدعوات الخالصات بأن يرفع الله تعالى فى جنان الخلد قدره، جزء ما قدم لوطنه، واسمحوا لى أن أتقدم بمثل ذلك إلى القائد البطل والرجل العظيم السيد المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، والقائد العام لقواتنا المسلحة فى حرب أكتوبر المجيدة، واسمحوا لى أن أتقدم بمثل ذلك إلى روح القائد البطل الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان، ثم إلى سائر القادة العظام والأبطال الكرام، ممن ذكرتهم وصولا إلى أصغر جندى بطل حمل السلاح وخاض الحرب دفاعا عن أرضه وعرضه". وأضاف الأزهرى: "اسمحوا لى أن أتقدم بذلك الإجلال من القائد إلى أصغر جنديا وليس فيهم صغير، بل كلهم كبار فى سجل الخلود وفى ذاكرة الوطن، ثم اسمحوا لى أن أنطلق من إجلال قواتنا المسلحة إلى شعب مصر العظيم، والذى هو الصانع الحقيقى للنصر والبطولة، إلى كل أمة كريمة غرست فى ولدها معنى الفداء للوطن، ودفعته بكل ما تملك ليقف على جبهة القتال بطلا ثابتا راسخا، إلى كل أب كريم غذى ولده بمعنى الفداء وجاد بفلذة كبده فداءً للوطن". واستكمل: "شعب مصر العظيم هو الصانع الحقيقى للأبطال ولجيشه ومؤسساته، إن نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر كان نتيجة ملحمة رائعة من الإيمان بقضية الوطن وافتداءه بالروح والنفس والغالى والنفيس، كان ثمرة لاحتشاد المصريين جميعا وصبرهم وتعبهم وبذلهم وتنسيقهم واحتشادهم فى ظهر جيشهم الباسل، واسمحوا لى سادتى الكرام أن أتقدم بالإجلال إلى رجال الأزهر الشريف من الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود إلى أصغر رجل من رجال الأزهر وليس فى أولئك الكرام صغير، إلى كل عالم جليل ارتمى على أرض الوطن ورماله بجوار أشقائه من القوات المسلحة، يثبت جنانهم ويشحذ همتهم ويجلوا روح البطولة فيهم، ولا تمحى من ذاكرتى صورة الإمام الأكبر الشيخ عبد الرحمن تاج، شيخ الأزهر الشريف وهو يرتمى بجبته الأزهرية وعمامته الشامخة على أرض سيناء يتدرب بجوار أبنائه من رجال جيشنا الباسل على الرمى والتسديد ليملئ جنانهم بطولة وفداءً وشموخا". وتابع: "اسمحوا لى أن أتقدم بالإجلال والتكريم والحب والعرفان للقائد للمجاهد البطل اللواء باقى زكى يوسف، والذى ألقى الله تعالى له بتلك الفكرة العبقرية الفائقة فى اختراق خط بارليف الحصين، وفى إذابة وإزالة الحاجز الترابى بفكرة إن لم تكن هى العبقرية فلا معنى للعبقرية أبدا، ثم اسمحوا لى أن أوسع الدائرة لتشمل كل من التحم بأرض الكنانة مصر ودعمها وشد أذرها وقوى ظهرها من الأشقاء العرب الكرام، الإمارات العربية الشقيقة، المملكة العربية السعودية، الجزائر، العراق، ثم إلى أشقاء النصر وشركاء الحرب والمعركة، سوريا الشقيقة صانها الله وفرج عنها". وأردف: "لقد تأملت ذلك النصر، ورأيت كيف صنع وما الذى أثمر فالتفت إلى ثمرة عجيبة أشار لها الذكر الحكيم وأثبتها الواقع، قال الله تعالى (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فثمرة نصر العاشر من رمضان حالة تملئ قلوب المصريين فخرا وثباتا وثقة وقوة، إنها حالة طمأنينة القلب التى أشار لها الذكر الحكيم، وفى المقابل فإن المعتدى الذى اعتدى على أرضنا ثم واجهناه وهزمناه العدو الإسرائيلى خرج بحالة على النقيض من ذلك، ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، فأتاهم الله من حيث لا يحتسبوا وقذفوا فى قلوبهم الرعب، ولقد شعرت بفخر لا حدود له وأنا أطالع مذكرات جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وقت الحرب، وهى تقول، كنا نقاتل الأعداء على جبهتين ولقد أعدوا أنفسهم لقتالنا على مدى سنوات، ثم تقول "ليس شيئا أقسى على قلبى فى هذه المذكرات من الكتابة عن حرب أكتوبر 73، لن أتكلم عن الجانب العسكرى بل سأترك ذلك للآخرين، لكنى سأتكلم عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته ويظل معى على الدوام". وأكد الدكتور أسامة الأزهرى، أن ثمرة النصر يملئ قلوب المصريين ثقة فى أنفسهم وفى ذاتهم وفى تاريخهم، مضيفا "ثم إنه على مدار 46 سنة مضت على نصر العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، تطورت الحروب وصارت أكثر مكرا وعمقا ودهاءا، ولقد تحولت فلسفة الحرب من احتلال الأرض إلى احتلال العقول.. إلى خلخلة الثقة وإلحاق الهزيمة المعنوية ونشر الكآبة وفقدان الثقة، ومن ثم فلقد بدأت من بعد حرب العاشر من رمضان حربا أخرى على ثلاث جهات، الجهة الأولى، أرادوا أن يفقدوا الإنسان المصرى ثقته فى مؤسساته، وكان هذا المسار طويلا وصبورا وماكرا لا يبالى أن يستغرق فى ذلك عقودا من الزمن، وتسارعت هذه الحرب بالتدريج حتى تمثلت فى السنوات القليلة الماضية فى محاولة إفقاد الإنسان المصرى ثقته فى أربعة مؤسسات على وجه الخصوص، وهى القوات المسلحة والشرطة والقضاء والأزهر الشريف، وجاء فى هذا السياق خطابًا دينيا سقيما مظلما منحرف، انحرفت فى نظره مقاصد الشريعة فنشر ثقافة مغلوطة تجعل الإنسان إن لم يعادى مؤسسات وطنه، فلا أقل من أن يشعر بعدم الارتياح للتعامل معها". وأوضح: "ثم يأتى المسار الثانى والموجة الثانية، ولقد قدروا أن الإنسان المصرى ربما فقد ثقته فى مؤسسات وطنه، لكنه يظل قادرا على إعادة بناء ذاته استنادا إلى تاريخه المشرف، فى معركة العاشر من رمضان، ومعركة حطين، وعين جالون وفى عشرات من المعارك الفاصلة التى خاضها جيش مصر العظيم فانتصر بفضل الله، فانطلقت الموجة الثانية لتشكيك الإنسان المصرى فى تاريخه بالتدريج، ولأجل هذا سمعنا فى السنوات الماضية تهجما وإهانة لشخص القائد البطل صلاح الدين الأيوبى أو لشخص الزعيم أحمد عرابى، أو للإمام الشيخ محمد متولى الشعراوىـ وسمعنا من يتشكك ويالا العجب فى أننا انتصرنا فى العاشر من رمضان، وسمعنا من يتشكك فى أن المصريين القدماء بنوا الهرم الأكبر، وصاروا يقولون بنته كائنات من الفضاء، حملة شرسه ولربما انخدع فيها بعض المخلصين من الوطن"، متابعا: "ثم تأتى الموجة الثالثة إذ لربما أفقدوا الإنسان المصرى ثقته فى مؤسساته وتاريخه فظل قادرا على أن يصنع النصر بثقته فى ذاته، فأردوا إغراق الإنسان المصرى فى حال مرير من الكآبة أو الحزن أو اليأس، أو الحيرة أو التشكك". وشدد الأزهرى بقوله: "إن واجبنا لتحقيق النصر فى الحرب الثانية، أن نعمل معا على النصر المبين فى هذه المعركة التى هى معركة وعى فى الحقيقة، واسمحوا لى أن أقول بجراءة أكثر، إن النصر فى هذه الحرب الثانية ليس منوطا فقط بقواتنا المسلحة، والتى هى الدرع والحصن والسيف على كل من يفكر فى العبث بأمن مصر وأبنائها، بل هى معركة شعب مصر العظيم، معركة وعى وإدراك والنصر فيها منوط بمقدرتنا على إعادة بناء الثقة، وإننا نثق ثقة مطلقة فى مؤسساتنا، ولا يعنى هذا عدم وجود أخطاء، ونعمل على إصلاحها، ونثق ثقة مطلقة فى تاريخنا ولا يعنى هذا أنه لا ينقد، بل ينقد لنستفيد من أخطاء الماضى، ونثق ثقة مطلقة فى ذاتنا، ولا يعنى هذا أن نتكبر أو نغتر أو نعتدى على أحد، وإن النصر فى المعركة الثانية وفى هذه الحرب القائمة منوط فى المقام الأول بمؤسسة الأزهر الشريف ومؤسسة التعليم ومؤسسة الإعلام، واسمحوا لى فى حضور الإمام الأكبر، أن أعاهد شعب مصر العظيم، على أننا جميعا على قدر المسئولية ولن تجدوا منا فيما هو قادم من الأيام إلا كل سعى حميد لرفعة شأن الوطن، ولتعميق قيمته فى القلوب، ولجمع شمل المصريين فى صف وطنهم، ولدعم مؤسسات الوطن، ثقوا أيها السادة الكرام أننا سنملئ الدنيا نورا وعلما وحضارة وثقة ويقينا".






الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;