شادية. لؤلؤة الفن وبحر الدلع وبهجة الشقاوة

كتب - علا الشافعى «يا حبيبى عودلى تانى.. خلى عينى تشوف مكانى.. قالوا حبى، رد قلبى قال بحب الأولانى»، و«إن راح منك يا عين هيروح من قلبى فين»، و«على عش الحب طير ياحمام على عش الحب»، «سونة يا سونسن جيتلك اهو»، و«أحلى كلام هنقوله الليلة أحلى كلام»، «والحب الحقيقى ما ينتهيش ولا يتنسيش طول السنين»، «يا حبيبتى يا مصر»، و«شبكنا الحكومة وبقينا قرايب.. ومين على الحكومة ياعينى حيقدر يعايب»، و«يا حبيبى خد بايدى».

هذه بعض مما تغنت به المطربة والممثلة التى لن تتكرر شادية صاحبة أحلى صوت يحمل «خفة ودلع» التى غنت للحب وللوطن ولله والقادرة على أداء أصعب الألحان «فتوش» أو «شوشو» أو «فاطمة» الأسطورة الفنية التى بدأت حبها للفن وهى فتاة لم تتجاوز الأعوام الثمانية، حيث كثيرا ما كانت تقف فتوش أمام مرآتها لساعات طويلة تحاول تقليد المطربة المشهورة فى هذا الوقت «ليلى مراد»، والتى رأتها فى أول فيلم شاهدته لها وهو فيلم «ليلى»، حيث تمنت «فتوش» أن تصبح فى يوم من الأيام «النسخة الحديثة من ليلى مراد». كانت بارعة فى تقليد ليلى مراد وحفظ أغانيها عن ظهر قلب.. وكانت شقيقتها عفاف أول من شجعها على تطوير موهبتها منذ البداية وتواصل عطاؤها حتى صارت حالة إبداعية خاصة فى الغناء والسينما، إلا أنها لم تتردد لحظة فى الاعتزال والابتعاد عن الشهرة والمجد لتعيش حياة هادئة وبسيطة، شادية الفن صاحبة مشوار طويل فى الفن قدمت من خلاله ثروة من الإبداع 500 أغنية، 100 فيلم، 10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة، وهو ما حولها إلى واحدة من أساطير السينما المصرية والعربية ولؤلؤة تلمع وتخطف الأبصار، شادية بدأت مشوارها بأعنية «بتبصلى كدا ليه» للظاهرة الفريدة ليلى مراد وهى الأغنية التى غنتها أمام الملحن التركى منير نور الدين وكانت بوابة دخولها إلى عالم الفن والنجومية.

كان البعض يرى فيها امتدادا لليلى مراد، ولكن بذكائها وصوتها الذى يصعب تكراره حفرت تجربتها الإبداعية ذات الملامح النادرة والتى يصعب أن تجد شيئا يشبهها، فهى فريدة فيما قدمته على مدار حياتها الفنية بدءا من الأفلام الخفيفة أو الأخرى التى تحمل نضجا فنيا كبيرا وأثبتت من خلالها أنها موهبة مخضرمة، فمن منا ينسى حميدة فى «زقاق المدق»، فؤادة فى «شىء من الخوف»، زهرة فى «ميرامار» كريمة فى «الطريق»، أدوار خالدة فى تاريخ الفن السابع وصلت بها إلى قمة النضوج الفنى وهى الفنانة الوحيدة على مستوى العالم التى نجحت كممثلة دون أن تغنى، ونجحت كمطربة دون أن تمثل. شهدت السينما المصرية والعالمية مطربات وممثلات، لم يحققن نجاح شادية السينمائى ولا الغنائى، وكانت شادية فى أول ظهورها هى النموذج الحقيقى الشفاف لـ«فتاة أحلام الشباب» مثلما وصفها الناقد أحمد السماحى، بما كانت تمثله وطريقة أدائها المستمد من رقة وروح مرحة ورشاقة، بجانب خروج كلمات أغانيها فى تلك الفترة عن المألوف فى الأغانى العاطفية، فكان ارتباط صوتها بألحان منير مراد وكلمات فتحى قورة يشكل تجربة فنية مهمة.

«انفراد» تحتفى بشادية الغناء.. بكلمات حب نهديها للنجمة الكبيرة، وليس هناك أجمل من أن نبدأ العام الجديد وإحنا بنقول: «بنحبك يا شادية».

موسيقيون: صوتها ملأ الدنيا حباً ودلعاً كتب - العباس السكرى «شادية» قصة حب رومانسية جمعت خيوطها سينما محمود ذو الفقار، صوت شجّى يدندن على موسيقى بليغ حمدى، همسة شوق فى أشعار مرسى جميل عزيز ومأمون الشناوى، لقطة فنية كوميدية تخرج على الشاشة من خلف كاميرا فطين عبدالوهاب، كبرياء أنثى فى روايات نجيب محفوظ، مشاعر محسوسة فى موسيقى محمد الموجى، ملامح ريفية هادئة فى خيالات مجدى نجيب، دمعة عاطفية تتساقط على أوراق يوسف السباعى، حجاب منقوش بحب مصر أسدلت به الستار على حياتها الفنية التى طالما أطربت بها آذانا فى الوطن العربى.

يصف الموسيقيين صوت شادية بالصادق الحساس الذى ملأ الدنيا نغماً وتفاؤلا، وأكد بعضهم أنها كانت «تدلع الموسيقى»، فيما أشار البعض الآخر إلى أن انسحابها من الحياة الفنية ترك فراغاً، حيث يقول الموسيقار حلمى بكر إن نوع الغناء الذى قدمته الفنانة الكبيرة فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى مختلف عن نوع أغنيات هذا الجيل، من حيث الشكل وطريقة الأداء الخفيفة التى تميزت بها شادية.

ويضيف حلمى بكر، «شادية كانت «بتدلع» الأغنية بصوتها الموسيقى الضاحك المفعم بالتفاؤل، وتضع بصمتها على اللحن، وعندما اعتزلت الفن فى الفترة الأخيرة طلبت منها أن تعود مرة أخرى لجمهورها، وقالت لى مداعبة «لما ترجع أنت الأول لصناعة الألحان».

وأشار الموسيقار إلى أن شهرة شادية الغنائية تتقاسم مع شهرتها كفنانة سينمائية.

كوميديانة مع إسماعيل ياسين.. ورومانسية مع صلاح ذو الفقار كتبت - دينا الأجهورى تميزت النجمة الكبيرة شادية فى السينما مع بداية ظهورها بوجهين، كوميدى خفيف مع الفنان إسماعيل ياسين وكونت معه ثنائيا سينمائيا ناجحا، ورومانسيا مع صلاح ذو الفقار وعماد حمدى، حيث التقت الدلوعة بإسماعيل ياسين فى حوالى 23 فيلما ما بين عامى 1949 و1954 بمعدل لا يقل عن 3 أفلام فى العام الواحد وكان أول لقاء بينهما فى فيلم «كلام الناس» عام 1949 ثم التقيا مرة أخرى فى نفس العام فى فيلم «صاحبة الملاليم» وكان لنجاحهما معا أكبر الأثر مما جعل المنتجين والمخرجين يجمعون بينهما، فكان لإسماعيل ياسين دور بارز فى أفلام شادية حتى ولو كان البطل الرئيسى فى الفيلم ممثلا آخر مثلما حدث فى عدة أفلام، أشهرها آخر فيلم جمع بينهما عام 1954 وكان فيلم «الستات ما يعرفوش يكدبوا» وأيضاً «فى الهوا سوا» و«حماتى قنبلة ذرية» عام 1951 و«مغامرات إسماعيل يس» و«الظلم حرام» و«الحقونى بالمأذون» عام 1954. أما وجهها الرومانسى فى السينما فقد كونته مع الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، حيث تميزت أعمالهما بالرومانسية وبالكوميديا أحيانا، وتركت بصمة واضحة لدى الجماهير التى اعتبرتهما فى تلك الفترة رمزا للرومانسية خفيفة الظل، حيث قدما معا عددا من الأفلام التى لاقت قبولا جماهيريا كبيرا وكانت بداية التعاون بين شادية وصلاح ذو الفقار فى فيلم «عيون سهرانة» وفى عام 1965 التقيا فى فيلم «أغلى من حياتى» والذى اشتهر بعدها بشخصية «أحمد ومنى».

أحمد بدير: البساطة والطيبة والتواضع كتب - جمال عبدالناصر اقترب الفنان أحمد بدير لفترة كبيرة من الفنانة شادية ولمس خلال قربه منها فى كواليس عرض مسرحية «ريا وسكينة» الكثير والكثير من الجوانب الإنسانية، ولذلك فهو يكشف لنا عن أهم ما كان يميزها كفنانة على خشبة المسرح وأكثر ما تتميز به خارج الأضواء.

يقول بدير: الفنانة شادية أشمل فنانة عرفتها فى تاريخ الفن المصرى فهى مطربة يعشقها الجميع ولها صوت مميز عن كل مطربات جيلها وفى مجال التمثيل هى موهوبة حتى النخاع وأى مطرب يدخل عالم التمثيل تجده فى أى عمل فنى يكون مهتما بالغناء أكثر من التمثيل لكن شادية كانت تمثل فى أعمال بدون أن تغنى وتحقق نجاحا ليس له مثيل كممثلة.

يضيف بدير: نفس القدر من النجاح الذى حققته شادية فى التمثيل حققته أيضا فى الغناء ولها عدد من الأفلام أعشقها مثل جمهورها فى كل أنحاء الوطن العربى، بالإضافة لكونها جسدت شخصيات كثيرة فى السينما وعاصرت الكثير من الأجيال وكانت دائما متطورة.

أما عن الجوانب الإنسانية لها فيتذكر بدير أنها كانت لها شخصية خيرة تبذل العطاء وكانت توزع أكثر من نصف أجرها نصف الشهرى فى مسرحية «ريا وسكينة» على العمال والمشاركين فى العمل بأدوار صغيرة وتعطى ظرفا مغلقا لكل العاملين وللمجاميع والكومبارس. ويشير بدير : شادية فنانة بسيطة وتلقائية وطيبة ومتواضعة ولو عددت صفاتها الحسنة لن أوفيها حقها، وأنا شخصيا تعلمت منها الكثير حينما عملنا معا فى المسرح، ورغم أنها كانت تقف للمرة الأولى على خشبة المسرح فإننا جميعا لم نشعر بذلك، فقد كانت عملاقة على المسرح لها حضور كبير وتتمتع بحس كوميدى كبير. وأنهى بدير حديثه عن العظيمة شادية: كنت أتمنى العمل معها فى أعمال أخرى لكنها بعد هذه المسرحية كانت فى طريقها للاعتزال، ولذلك فقد خسرنا الكثير باعتزالها، ولكن يوفقها الله فى حياتها بعيدا عن الفن.

«ريا وسكينة» كشفت أنها ولدت عملاقة مسرح كتب - جمال عبدالناصر دائما يخاف نجوم السينما والدراما من الوقوف على خشبة المسرح، لأنه يتطلب مهارات معينة ربما لا يمتلكها نجوم كبار، إلا أن الفنانة شادية دخلت عالم المسرح عملاقة، حيث إن مسرحية «ريا وسكينة» التجربة الأولى والأخيرة لها التى أدت فيها دور «ريا» حققت فيها حضورا وتألقا موازيا لنجوم كبار شاركوها فى نفس المسرحية، فقد وقفت فيها شادية أمام عمالقة المسرح مثل سهير البابلى وعبدالمنعم مدبولى وأحمد بدير، وكانت لها شخصيتها المميزة، وبلغة المسرحيين كانت تعرف كيف تلقى بالإفيه وكيف «تفرش» الإفيه لزملائها، وكان لها حضور طاغٍ على المسرح وكأنها وقفت من قبل عدة مرات.

وربما لا يعرف الكثيرون أن شخصية «ريا» رشحت لها نجمات كبار قبل شادية لكنهن تخوفن من الدور، ولكن شادية قبلته بمجرد القراءة الأولى للعمل، وتحمست كثيرا للتجربة، وكانت الفنانة شويكار هى المرشحة للوقوف أمام شادية فى دور «سكينة» إلا أن القدر جعل شويكار تعتذر وتحل بديلا لها الفنانة سهير البابلى لتصبح هى وشادية أنجح ثنائى مسرحى كوميدى.

ومن المعروف عن نجمتنا الجميلة «شادية» من النوع الخجول فى مواجهة الجمهور، وهذا كان مصدر تخوف المخرج حسين كمال، ولكنها كانت مبدعة ورائعة كالعادة، وفاجأت الجميع ولم نشعر بفارق بينها وبين عمالقة المسرح الفنان عبدالمنعم مدبولى، والفنانة سهير البابلى، واللذين أقرا بأنهما لم يريا جمهورا مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة.

سميرة سعيد: فنانة جريئة وخجولة كتب - على الكشوطى قالت الديفا سميرة سعيد فى تصريحات لـ«انفراد» إنها واحدة من معجبى ومحبى الفنانة القديرة شادية، مؤكدة أنها ليست مطربة رائعة فقط، وإنما أيضا ممثلة مذهلة استطاعت من خلال أعمالها الفنية أن تجمع بين مجال التمثيل والغناء باقتدار وبمنتهى الجمال والروعة.

وأضافت الديفا سميرة سعيد أن أكثر ما يميز الفنانة القديرة شادية سواء فى غناها أو فى تمثيلها هو إحساسها العالى ورقتها، مشيرة إلى أنها ترى طوال الوقت أن شادية تمتلك الجرأة والخجل فى نفس الوقت وهى امرأة قوية مقدامة تقوم بالتجريب والتجديد فى عملها، سواء بالتمثيل أو فى الغناء وفى نفس الوقت لديها طريقة فيها حياء وخجل.

وعن المواقف التى جمعت الديفا سميرة سعيد والفنانة القديرة شادية قالت الديفا: إنها التقت بها وبمجرد أن اقتربت منها وتحدثت معها فلمست إحساسها وإنسانيتها فهى فنانة راقية وخجولة وحساسة، وأشارت الديفا إلى أن شادية أثبتت عبر السنين أنها ممثلة قديرة وليست ممثلة عادية وهو أمر نادر الحدوث.

هانى شاكر: شادية نبض مصر كتب - على الكشوطى قال أمير الغناء العربى هانى شاكر: إن الفنانة شادية هى صوت ونبض مصر بلا منازع، وأكد المطرب أن عددا كبيرا من الحفلات جمع بينه وبين شادية، موضحا أنها كانت سند له منذ ظهوره على الساحة الغنائية، وأن أكثر من 90 بالمائة من الحفلات التى كانت تقدمها النجمة الكبيرة كانت تحرص أن يشارك فيها شاكر بالغناء، وهو الأمر الذى جعل عددا كبيرا من الجمهور يتوقع أن هناك صلة قرابة بين شادية، خاصة أن اسمها الحقيقى يحمل لقب شاكر، وهو نفس اسمه، مشيرا إلى أنه له الشرف أن يكون واحدا من أقارب شادية لكنه مجرد تشابه أسماء.

وأضاف هانى شاكر أنه يقدر ويحترم الثقة الكبيرة التى وضعتها فيه الفنانة القديرة شادية وحرصها أن يكون عاملا مشتركا فى أغلب حفلتها، مشيرا إلى أن هذا الدعم حدث معه من خلال الفنانة الكبيرة فايزة أحمد ووردة، ولكن الفنانة القديرة شادية كانت أكثرهم حرصا على أن يشارك فى حفلاتها، سواء فى مصر أو الوطن العربى.

وأضح نقيب الموسيقيين المطرب الكبير هانى شاكر أننا إذا تحدثنا عن الفنانة القديرة شادية لمدة 100 عام فلن نستطيع أن نوفيها حقها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;