لماذا أصبح جمهور السوشيال ميديا لا يرحم كبيرا أو صغيرا، ولماذا أصبحت لغته النقدية أكثر حدة، ليس للأمور الفنية فقط، ولكن لجميع المجالات الخاضعة للمناقشة على مثل تلك الساحات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر وغيرهما، وهذا ما حدث فعليا مع كليب "القاهرة" والذى قدمه النجمان الكبيران محمد منير وعمرو دياب .
بعد الكليب انقسم هذا الجمهور ما بين مؤيد ومعارض، وهو أمر طبيعى يحدث لأى عمل فنى، ولكن ما شاهدناه من تجاوزات تجاه أكبر قيمتين فنيتين فى مصر حاليا، فالتاريخ وبعد 50 عاما لن يتذكر إذا كانت الأغنية جيدة أم سيئة، ولكنه سيذكر أن نجمين بحجم منير وعمرو اجتمعا فى عمل فنى استثنائى، لا يتكرر كثيرا، بل أنه أمر يصنع تاريخا، بغض النظر عن المستوى الفنى للكليب والأغنية وكلماتها ولحنها، وستصبح كل التعليقات "الشتامة" و"الردح" وغيرهما إلى طى النسيان.
"ازاى يعملوا كليب عن القاهرة وواحد عايش فى دبى والتانى فى ألمانيا".. "مش شايفين فى القاهرة غير نيل" ... "ينزلوا العشوائيات علشان يعرفوا القاهرة الحقيقية".. هذه بعض النماذج من تعليقات جمهورية السوشيال ميديا العظمى، والتى أصبح سكانها مجرد عيون لا ترى سوى كل القبيح والسيئ فى مصر، بل والنكبة الكبرى أن يفترض هذا العالم الوهمى حقائق ويصدقها، ويبدأ فى تداولها، وتنتشر بفعل تلك المواقع "الشيطانية" لتلتصق الكذبة بالنجم، دون أن يقترف أى خطأ.
محمد منير معجون بمية الوطنية، وكذلك عمرو دياب، ومواقفهما تتحدث عنهما، وما قدماه مجرد فن، فالحديث عن أن منير "عايش" ومقيم فى ألمانيا هو أمر عار من الصحة، لأنه كان يتلقى علاجه هناك، كما أن عمرو قدم خلال الفترة الماضية أكثر من حفلة فى الساحل والقاهرة وغيرها .
سكان الجزر المنعزلة أو رواد "السوشيال ميديا" يجب أن يدركوا أن الكليب مثله مثل أى عمل فنى، يخضع للنقد وقابل للمناقشة والدراسة، ويمكن أن تقبله فنيا، أو ترفضه .