رغم معاناته مع المرض وآلامه التى كان يحرص على إخفاءها عن جمهوره وأقرب الناس إليه.. إلا أن الموسيقار الراحل فريد الأطرش ظل متمسكًا بعوده وفنه وإمتاع جمهوره لأخر لحظة فى عمره ولم يلتفت لنصائح الأطباء له ولم يخش من الموت.. ولكنه كان يخشى الابتعاد عن جمهوره وفنه الذى يعشقه.
فريد الأطرش الذى يحتفل الوسط الفنى والغنائى بذكرى ميلاده اليوم الخميس.. أكد فى أحد الحوارات النادرة له مع الإعلامية ليلى رستم أنه أصيب بتضخم فى القلب نتيجة المجهود الضخم الذى بذله خلال مشواره الفنى كما أصيب بجلطة وانسداد فى الشرايين 3 مرات خلال حياته، موضحًا أنه نظرًا لسوء حالته فى الفترة الأخيرة من حياته نصحه الأطباء بعدم الغناء وعزف العود ولكنه لا يستطيع العيش بعيدًا عن جمهوره وبعيدًا عن فنه لذلك ابتعد عن الأضواء عامًا كاملاً بأمر الأطباء قبل وفاته، وقال الأطرش خلال اللقاء إنه رغم آلامه إلا أن شجاعته ودعاء جمهوره له هو الذى جعله يتغلب على آلامه ويستمر فى إسعاد جمهوره، مؤكدًا أن أى شخص فى حالته ويبذل المجهود الذى يقوم به فريد كان لابد أن يتوفى من فترة طويلة، وقال فريد بصوت حزين: "أنا مش خايف من الموت.. أنا سايب تراث كبير يجعلنى حيًا بين جمهورى". وتحدث فريد عن نجاحه فى وصول موسيقاه إلى العالمية واستشهد بعدد من الموسيقيين العالميين المشهورين فى ذلك الوقت والذين اقتبسوا منه بعض الألحان، كما أكد أنه طالب المسئولين فى مصر فى هذا الوقت بضرورة عمل بعثات موسيقية للسفر إلى الخارج لتكوين فرق موسيقية شرقية فى بلاد أوروبا ليصبح الفن المصرى والعربى كتابًا مفتوحًا أمام الغرب، وقال إنه لابد من عمل دعاية ناجحة لنا كفنانين عرب لأن الدعاية جزء من نجاح الفن.
يذكر أن فريد الأطرش اشترك فى 31 فيلمًا سينمائيًا كان بطلها جميعًا وأنتجت هذه الأفلام فى الفترة من عام 1941 حتى عام 1975، وأشهر هذه الأفلام فيلم "حبيب العمر"، "عهد الهوى" ،"حكاية العمر كله"، "ودعت حبك" ،"رسالة من امرأة مجهولة"، ومن أشهر أغانيه "بساط الريح"، "حكاية العمر كله"، "الربيع"، "ما قال لى وقلت له"، "نجوم الليل"، "يد دلع"، "تعالى سلم"، "يا حبيبى طال غيابك"، "يا واحشنى رد عليا"، "تؤمر على الرأس"، "على الله تعود". توفى فريد الأطرش فى مستشفى الحايك فى بيروت إثر أزمة قلبية وذلك فى 27 ديسمبر عام 1974 عن عمر 64 سنة، ولقب بـ"ملك العود" و"موسيقار الأزمان".