تتصور بـ3 جنيه؟ عم أحمد من صاحب ورشة نحاس لمصور أطفال

تتصور بـ3 جنيه بلبس زمان؟ جملة تسمعها بوضوح أثناء تنقلك بين أروقة شارع المعز، رجل خمسينى يتجول بأزياء تراثية هو مصدر الصوت الذى نجح فى تجميع عدد لا بأس به من المارة، من البيشة للطربوش، للملاية اللف والجلابيب والشنب والذقن اللاصق، هى ما يخفى داخل جعبته لمن يلبى النداء، أما ما يخفيه خلف هذه الجعبة الضخمة من الأزياء التراثية هى حكايته الطويلة من محترف مهنة مصرية عريقة هى النقش على النحاس، للتجول بحقيبة من الملابس والكاميرا للبحث عن لقمة عيش بعد أن أغلقت الظروف الاقتصادية ورشته و"جابت درفها".

استغل الحاج "أحمد" ملابس الثلاثينات القديمة ليكسب من وراء كل صورة 3 جنيهات فقط، فظروف البلاد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير جعلت السياحة تتدهور كثيرًا بعد أن كانت أحد أهم مصادر الدخل القومى، فبعد أن كان الحاج أحمد يمتلك ورشة تُصنّع المنتجات النحاسية والتحف المختلفة وكان يعمل بها أكثر من 20 عاملا، إلى جانب خبرته الكبيرة فى مجال النقش على النحاس، أصبحت الآن مغلقة لا أحد يعمل بها بل أنه لا أحد يتذكرها حتى.

"احنا اتبهدلنا بعد ما كنا أصحاب مال" بنظرة يملؤها الحزن، وعيون ترى بها الحسرة قال الحاج أحمد هذه الكلمات؛ مضيفاً "بعد ما كنت صاحب ورشة أبيع قطع نحاسية وتحف يقدرها الكل بقيت دلوقتى بقف أنادى على العيال عشان يجو يتصوروا بـ3 جنيه، وبجمعلى من شوية صور فلوس أعرف أصرف منها على البيت وخلاص، وأهو يوم فيه ويوم مفيش".

"أيام السياحة كنا مبسوطين أوى وكانت الفلوس فى إيدينا كتير"، كلمات رثا بها الحاج أحمد السياحة والسائحين، فهو يتحسر على ما وصلت به البلاد من حال سيئ للسياحة، قائلا "دلوقت كل كام يوم لما نشوف سائح معدى فى الشارع ده حتى الأجانب بقوا يخافوا يكلمونا".

إمبراطورية كاملة هى التى صنعها الحاج "أحمد" واحد من أصحاب الورش لمشغولات النحاس، التى طالما فخرت بها مصر، وأنعشت التجارة فى شارع المعز وخان الخليلى، هى التى هوت، ورحلت بلا رجعة، أما ما يثير حزنه أكثر من تحوله لمصور عابر "على باب الله" هو خوفه وقلقه الدائم مما وصل إليه حال الحرف فى مصر.

وقال الحاج أحمد: ما احنا قفلنا الدكاكين، مين اللى هينقش وهيدق وهيشتغل، مين اللى هيعلم الأجيال اللى جاية، بكرة نشوف شارع المعز مافيهوش ولا مصرى بيعرف يدق على النحاس"، خوفه هو وغيره من أصحاب المهنة نفسها على مستقبل الصنعة هو أكثر ما ظهر فى عينيه أثناء تجوله بحقيبة الملابس، وانتظاره للأطفال للتصوير داخل مكان صغير فى شارع المعز، ليبقى حاله معبراً عن حال عشرات غيره من صناع الحرفة بعد أن "قضت عليهم كوارث السياحة".




























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;