حنفية الإنجليز بدرب المدبح 150 سنة "عمومى" والمياه لسه مادخلتش

أزقة ضيقة فى شوارع مصر القديمة تقودك إلى لافتة زرقاء مكتوب عليها "درب المدبح"، منازل قديمة ومتهالكة، تصدعت منذ سنوات طويلة، هذا هو ما تخبرك به معالم المنطقة عن مكان اقتربت سنوات عمره من اعتباره أثراً بكل تفاصيله، وسط المنطقة "حنفية عمومية" واحدة يعرفها الأهالى باسم "حنفية الإنجليز" على الرغم من حالها المتواضع، إلا أن أهالى المنطقة يتعاملون معها بالكثير من التقدير لصنبور وحيد بالشارع يعود تاريخه للساتعمار الانجليزى حسب روايتهم.

150 عامًا هو عمر الحنفية وفقاً لشهادة من يزور الصنبور العمومى يومياً، طرأت عليها الكثير من التعديلات ولكن أساسها لم يتغير، وهى الحكاية التى يرويها لـ "انفراد" الحاج عماد أحد سكان المنطقة من كبار السن ويقول : "الحنفية دى بقالها 150 سنة من قبل ما انا اتولد كان فى واحدة اسمها ام فوزى بتيجى تملا الميه من هنا وتبيعها من أيام ما كان فيه وظيفة السقا اللى كان بيملا ميه فى القربة ويوزعها على البيوت، ياريت الانجليز كانوا بنوا حنفيات كتير".

لم يدرك الإنجليز حين بنوا هذه الحنفية منذ 150 عامًا أنها ستنفع المصريين بل وستكون أساسًا لمعيشتهم وشربهم وغسل الأوانى بها، فى عصر من المفترض أن تكون المياه قد وصلت إلى كل بيت فيه، فأثناء وقوفك لعدة دقائق تجد أطفال يملئون عدة زجاجات فارغة أتوا بها من منزلهم ليستعملوها فى أغراض مثل طهى الطعام وشرب الماء وغيرها من الأمور التى لا غنى عنها فى أى بيت مصرى، فهذا المشهد يجعلك تشعر أن الزمان قد عاد بك إلى أعوام كثيرة مضت.

يحيى أحد الأطفال الذين اعتادوا ملأ الزجاجات يومياً "الميه عندنا يا إما ضعيفة يا إما قاطعة، أوقات كتيرة مبنعرفش نطبخ أو نشرب عشان مش وصلالنا، ماما بتدينى الأزايز انزل أملاها مرة واحدة وبتكفينا اليوم كله".

بينما يقول محمد، أحد سكان المنطقة والعامل بإحدى الورش، أن المياه لا تصل للورش المحيطة بتلك الحنفية، ما يجعلهم يأتون بجراكن وزجاجات فارغة ليملؤها من الحنفية، لكى يشربوا ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعى.