بعيداً عن التاتش وعالم الإنترنت والتصوير تحت الماء وغيرها من التطورات التكنولوجية التى طالت عالم الموبايل الآن، يجب أن لا ننسى أصلنا ونعود إلى الخلف قليلا إلى ما قبل 10 سنوات فكيف كانت تعاملاتنا مع هذا الاختراع الخارق إلى الطبيعة، "فالإحداث" كان سمة العصر وكان الناس يعاملون أصحاب الموبايلات وكأنهم ملاك لثروات طائلة، وتحول المثل إلى " إللى عنده موبيل أحسن من إللى عنده عزبة".
فبين السهر ساعات طويلة فى محاولة للحصول على نغمة من تأليفنا وبين إنفاق أموالنا للحصول على كتب الرسائل الجاهزة وادخار الرصيد ليصل إلى 1000 جنيه، والخوف كل الخوف من اللحظة التى يفتح علينا ونفقد جنيه ونصف من رصيدنا تشكلت ذكريات جيل الثمانينات مع الموبيل.
مؤلف النغمات:
كانت هذه الإمكانية المزودة ببعض الأجهزة المتطورة مثل 3200 يعتبر أكثر التطورات التى هزت الرأى العام وقتها، فكنا نستغرق عدة ساعات فى محاولات قائلة لتأليف نغمة خاصة لأنفسنا، وفى الحقيقة لم نتمكن من ذلك ولو مرة واحدة.
بينه واتفشخر:
أما " الأريل" وحجم الموبيل الكبير كان سمة لارتفاع سعر هذا الهاتف، لذلك كلما كبر حجمه وامتد طول "الأريل" الخاص به زاد اهتمام صاحبه على إبرازه ومسكه فى يده دون الحاجة إلى وضعه فى الحقائب أو حتى الجيب إنما تصديره إلى خلق الله كان الحل الأنسب بالنسبة لهذا الجيل.
زمن الرن الجميل:
لحظة الفتح على المتصل كانت تتسبب فى صدمة كبيرة للمفتوح عليه، وإحراج للشخص الذى فتح بالخطأ وتبدأ الاعتذارات والتوسلات، وأحيانا ما تتحول إلى عملية انتقامية وننظر اللحظة التى يرن علينا بها هذا الشخص المخطئ حتى نفتح عليه ونخسره جنيه ونصف ثم الدقيقة وقتها.
كتب الرسائل الجاهزة:
من منا لم يبحث فى جميع الأسواق على كتب الرسائل الجاهزة والمقسمة على أجزاء رسائل لعيد الأم وأخرى لعيد الحب وأخيرة لأعياد الميلاد، وعلى الرغم من أنها عبارة عن كلمات وكانها من أبيات شعر ركيك إلا أن سعادتنا بها كانت لا تقدر.
ادخار الرصيد للزمن:
بعيداً عن الحصالة وادخار الأموال والقروش كان للاستثمار معنى أخر مع بداية ظهور الموبيل، فمن الممكن أن يصل رصيد الفرد إلى 1000 جنيه لا يتنازل عنهم إلا للشديد القوى.