عم حسين شغال فى السلك "الدبلوماسى" بمدق نحاس.. نقش اليفط شغلته

منضدة خشبية متهالكة ترك عليها الشاكوش الصغير آثار الدق المستمر، كرسى خشبى قديم عليه مخدة قطنية وضعها الرجل الخمسينى حتى لا يتضرر ظهره من الوقت الطويل الذى يقضيه فى كتابة تاريخ "السفارة الامريكية بالقاهرة" من خلال نقش أسماء أعضاؤها على لوحات ذهبية صغيرة، تستقر على مكاتب أشهر الدبلوماسيين والسفراء الذين يقوم "عم حسين" بنحت أسماؤهم ومناصبهم لوضعها على المكاتب.

"عم حسين إبراهيم" الرجل الستينى صاحب ورشة النقش على النحاس، هو الذى تخصص فى نقش اسماء الدبلوماسيين فى السفارة الأمريكية والبريطانية، وتحول من نقاش نحاس إلى متعهد لافتات المكاتب، إلى جانب ما يقوم بصناعته من أشكال فرعونية وأهرامات من النحاس والفضة.

50 عامًا هو عمر الفترة التى قضاها فى هذه الورشة التى نقلته إلى السلك الدبلوماسى كما يحب أن يشير دائماً ويحكى "عم حسين" عن علاقته بالسفراء والدبلوماسيين قائلاً : أنا حالى اتغفير من يوم ما دخل عليا بيه ببدلة سودا فخمة وقالي عايزين يافطة زى دى، وأدانى اسم كبير بالإنجليزى، ومن يومها وانا ما بطلتش كتابة انجليزي وطليانى" يكمل "عم حسين" عن رحلته مع كتابة الأسماء التى يصعب عليه نطقها قائلاً : نقشت أسامى كتير، وما بعرفش أفرق بين الإنجليزى والطليانى، وأحياناً بيطلبوا منى أعلام مصر وأمريكا بالفضة والنحاس وبعملها".

أعلام العديد من الدول متجمعة على شكل دائرى فى صينية نحاسية، هو المشهد الذى يتوسط الورشة الصغيرة بزقاق ضيق بشارع المعز، وهو ما احتفظ به "عم حسين" من حصيلة ما نقشه فى عالم السياسة، بينما تجاورها صينية أخرى كتب عليها باللغة الإيطالية وأخرى فرنسية، لكن عم حسين يؤكد أن الزبائن الأكثر طلبًا هى السفارة الأمريكية.

ليس عمله للسفارات الخارجية فقط، بل امتد ليشمل قوات حفظ السلام فى سيناء فبعض المصريون والأجانب يأتون له؛ لكى يحفرون أسماؤهم وأسماء أصدقائهم مصحوبة بكلمة "family" لتتزين بها بعض الأركان فى شقتهم، أو ليعطوها كتذكار لآخرين، وعن هذا الشأن يقول عم حسين "بفرح لما الأجانب بياخدوا منى الشغل احنا عالميين".