كانت زمان بتأكل دهب ..ودلوقتى بتتباع على الرصيف ..حكاية تجارة الانتيكات

يخرج تجار الانتيكات هنا وهناك؛ بحثًا عن شئ تجاوز وجوده المئة عام أو أكثر، يأتون بأشياء من مختلف المحافظات والأماكن فى مصر، يقيّمون الأشياء بأسعار تصل للآلاف، وتزدهر تجارتها بين كبار السن أو البشوات وأحفادهم، فهم من يقدرون مثل هذه الأشياء وقيمتها، أما الآن فقد كسدت هذه التجارة بشكل أصبحت تحتاج للرثاء عليه.

أشياء كان يراها الجيل الذى يتراوح عمره الآن فى العشرينات والثلاثينات فى الأفلام القديمة الأبيض وأسود مثل البيانو القديم وكاميرا التصوير الكبيرة والأباجورة النحاسية والبراد القديم والآلة الكاتبة والراديو والمروحة وغيرهم، لم يكن يتوقع أثناء مروره فى شارع المعز أن يرى هذه الأشياء التى كان يعتقد أنها قد تلفت ولم يتبقى منها شيئًا، فعلى أحد الأرصفة يجلس مجدى محمد الذى تعّد هوايته ومهنته الوحيدة فى هذه الحياة هى تجميع الأنتيكات وبيعها.

"كانوا السياح بياخدوا منها كتير وكان عندنا محلين دلوقت انا على الرصيف"، كلمات قاسية عبّر بها مجدى عن الحال الذى وصل إليه، فبعد أن كان يمتلك محلات لبيع الانتيكات ويُشغّل معه عمال لبيعها، أصبح يبيعها الآن على الرصيف مثله مثل المتسول على حد قوله، فبعد أن اضطربت الظروف السياسية والاقتصادية فى البلاد قلّ عدد السياح الوافدين لمصر ما انعكس بالضرورة على هذه التجارة التى كانت يومًا ما رائجة.

"دلوقت الناس بتمر تتصور جنبها بس وتقول الله"، يشكو مجدى حاله الذى جعله يبيع كل 6 أشهر قطعة لا يتعدى سعرها بضع الآلاف، فهو يرى أن الحال الآن أصبح مؤسف ومزرى فكل شاب أو فتاة أو حتى طفل يمّر بجانبه سرعان ما يقف بجانب الأنتيكات ليلتقط بعض الصور ويذهب.

"حاجات بالآلاف البلدية بتاخدها ومبنشوفهاش تانى"، يشكو مجدى أخذ كل الانتيكات منه من فترة لأخرى؛ لأنه يُزحم الشارع على حد قولهم، فيقول أن لا أحد من المسؤولين يدعمهم سوى المسؤولين فى وزارة الثقافة، فهم يقدرون هذه الأشياء وعندما يأتون يلتقطون الصور بجانبه ويؤكدون على أهمية هذه التجارة التى كانت نقطة بدايتها شارع المعز، ويقول مجدى "الانتيكات كانت زمان بتاكلنا دهب دلوقت مش لاقيين ناكل".






































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;