حكم مصر لمدة 6 سنوات كاملة، وضعه السياسى وتأثيره على الكثير من الأوضاع السياسية فى مصر لم يجعل التاريخ يغفل الجانب الأخر من حياة ملك مصر، الذى تولى الحكم فيها فى الفترة ما بين 1917 إلى 1922، حياته فى بداية العمر كانت أقرب إلى الضياع، لم يكن يتخيل يوماً أن يتخلص منها ويعود إلى سابق عهد العائلة المالكة، سنوات مرت وعاد فؤاد من تركيا إلى القاهرة من جديد ليترأس لجنة تأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية عام 1906، وبعدها بسنوات تولى حكم مصر خلفاً لأخيه السلطان حسين كامل فى عام 1917 إلى عام 1922.
الزوجة الأولى "شيوه كار"
فى ذكرى ميلاده الموافق 26 مارس، وبعيداً عن هذا الجانب من حياته، بحثنا عن حياته الأخرى، النساء فى حياة ملك مصر، الذى تزوج مرتين الأولى من الأميرة شيوه كار أفندى، حفيدة إبراهيم باشا، والتى تزوجت منه وأنجبت الأمير إسماعيل الذى وافته المنية بعد فترة قصيرة من ميلاده، ومن ثم أنجبت الأميرة فوقية عام 1897، هذه العلاقة الزوجية بين شيوه كار واللك فؤاد الأول لم تستمر طويلاً، بل قررا الطالق عام 1898، وذلك بعد خلافات كبيرة وقعت بينهما.
الأميرة نازلى .. امرأة أثارت غيرة ملك مصر
لم تكن مُجرد زوجة فى حياة ملك مصر، فؤاد الأول، بل شغلت حيز كبير من تفكيره، أن يكبرها بـ 20 عاماً أمر ليس كان بالسهل على فؤاد الأول، فتمكنت منه الغيرة التى لم يستطع يوماً أن يخمد نيرانها فى قلبه، حاول كثيراً أن يسيطر على مشاعره وأفكاره السلبية التى تقوده دائماً إلى الانتقام منها خوفاً من أن تخرج عن طوعه أو تفكر يوماً فى الخيانة.
علاقتها بها تخللها الكثير من الشائعات من وقت إلى أخر، فلم تكن يوماً صافية عادية، غيرتها الشديدة عليها صنعت هالة كبيرة حول علاقتهما، فلم يعد يكتفى الملك بأن يصنع من حولها أسوار حديدية لا تنتهى، بل كان كذلك يحاول أن يجعل الخوف هو المتحكم فى علاقتهما، فترددت الكثير من الشائعات أن الملك فؤاد الأول كان يلجأ إلى تعذيبها كنوع من كبح الجماح، فكان دائماً ما يعذبها حتى يشعر بسطوته عليها، فلم تتذوق الملكة نازلى طعماً للراحة خلال فترة زواجها بالملك فؤاد، إلا بعد أن وافته المنية فى عام 1936، وشعر الجميع كأنها تخرجها من هذا السجن الملك الذى حبست بداخله لسنوات.
هذه العلاقة الخاصة بينهما كانت حديث العامة لسنوات، فقيل عنها أنها من استطاعت أن تأثر قلب وعقل الملك، وتشعل ثورة الغيرة بداخله، وعلى الرغم من أنه فى مرحلة الشباب مر بالكثير من المراحلة التى تؤهله للتعامل مع هذا المشهد إلا أنه لم يقدر على التصرف أو الاتزان أمام جمالها، فلم يعد يملك سوى الغيرة.