عندما يولد الطفل ويبدأ فى اكتشاف الحياة من حوله تبدأ أسئلته الوجودية الكثيرة، والتى قد يشعر الأباء أنهم عاجزين عن الرد عليها، فتجدهم يصمتون، أو يغيرون الموضوع، أو ينهرون الطفل حتى يصمت، كل هذا قد يجعل الطفل يشعر بالضيق أو عدم الثقة فى أهله، لذا يجب أن تكون قادر كأب أو أم على أن تجيب على مثل هذه الأسئلة، لذا نقدم مجموعة من أشهر الأسئلة التى يطرحها الأطفال على الآباء والأمهات، مع الإجابة الصحيحة على كل منهم..
مين ربنا .. وهو شغال إيه؟
"ربنا كده مش هيحبك"، "ربنا هيزعل منك"، تبدأ الأسرة فى تهديد الطفل بعدم حب ربه إليه، ولأن الطفل لا يزال لا يستوعب "مين ربنا"، وعندما يسأل تجد الأسرة تُجيبه إجابات مبهمة لا يفهم منها شىء، فيظل سؤال: "مين ربنا" من أكثر الأسئلة التى تتردد على أذهان الطفل.
أنا جيت إزاى ؟
فكرة الخلق تستحوذ على عقول الأطفال بشكل كبير، فتجده لا يفهم كيف جاء إلى هذه الحياة، وهذا السؤال يُعد من أكثر الأسئلة المُحرجة التى يقف عندها الأباء والأمهات عاجزين عن الإجابة عليها، فيتهربوا منها.
يعنى إيه موت ؟
الموت من أكثر القضايا الوجودية التى يصعب على عقل الطفل استيعابها، فتجده لا يفهم كيف يختفى شخصاً ما يحبه من الحياة تماماً ولا يستطيع رؤيته، وأحياناً تكون إجابة الأباء الخاطئة تؤثر على نفسيته بشكل سلبى.
صاحبى مسيحى .. ليه مش كلنا زى بعض؟
الاختلاف بشكل عام يُثير انتباه الطفل، ويشتته فيجد نفسه غير قادر على فهم "ليه مش كل الناس زى بعض؟"، وكثير من الأباء لا يستطيعون تبسيط المعلومة للطفل.
ليه مش بشوف ربنا ؟
لأن "ربنا" من أكثر الكلمات التى تتكرر أمامه، ولأنه يعلم من أبويه أن الله هو مَن خلق هذا الكون، يحتاج أن يفهم "ليه مش بيشوفه"، كما يرى جميع مَن حوله، فماهية الله تشغل بال الطفل بشكل كبير، خاصة أن الخيال يكون عند الأطفال كبيراً.
الشمس والقمر بيروحوا فين ؟
التأمل واستكشاف الطبيعة من أكثر ما يميز الأطفال منذ الصغر، فيتأملونها كثيراً فى الصغر، ولأن ظاهرة تعاقب الليل والنهار من المعجزات، فتجد عقل الطفل الصغير لا يستوعبها، ويحتاج إلى إجابة منطقية عليها.
ليه بنموت ؟
عندما يتوفى أحد الأقارب فى أسرة الطفل، تجده يسأل باستنكار: "ليه بنموت؟"، وإن لم يكن لدى الأباء إجابة مقنعة له، ربما يشعر بالخوف الدائم من المستقبل، والخوف على كل مَن حوله.
السما دى عبارة عن إيه .. وازاى مرفوعة كده؟
أيضاً السماء و"شكلها"، تُثير الكثير من التساؤلات لدى الطفل، فيتخيل الكثير بشأنها ويسأل ليتأكد إن كانت تخيلاته بشأنها حقيقة أم لا.
ليه فيه فقرا ومظلومين ؟
عندما يرى الإبن الكثير من المظلومين فى الحياة، وعندما يقابل فى الطريق متسولين، أو فقراء، فبعاطفة الطفل الصغير تجده يعطف عليهم، ويتمنى لو يختفى هذا الظلم أو الفقر من الحياة، ويأتى هنا دور الأبوين، فيجب تبسيط المعلومة بالقدر الذى يساعده على فهمها.
ليه الأشرار بينتصروا ساعات .. وليه ربنا مبيتدخلش ؟
لأنه قد يرى انتصار الشر بعينيه على الخير فى الدنيا، ولأن الله قد يمهل الشرير .. تجد الطفل لا يستوعب كيف لم يمنع الله كل هذا الشر، وبالتأكيد هذه القضية شائكة وتحتاج إلى إجابة مدروسة قبل النطق بها حتى لا تؤثر على مفهوم العدل والحق لديه فيما بعد.
كانت هذه بعض الأسئلة التى يرددها الأطفال لكنها ليست الوحيدة، ولأن أى أب وأم معرضان لمثل هذه الأسئلة، سألنا الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، عن كيفية تعامل الأبوين مع الطفل عندما يسأل هذه الأسئلة، وقال أنه يجب على الأبوين أن يجيبوا على الطفل إجابات مفتوحة وليست حاسمة، كما أنه يؤكد على ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الحديث عن "جهنم، والموت، والجنة" لأنه ستظل عالقة فى ذهنه، وربما حلم بالكثير من الكوابيس بسببها، فيرى أنه يجب الحديث عن الله دوماً بشكل إيجابى كأن يقولون له: "ربنا باعتلك هدية .. ربنا بيحبك"، وإن سأل مثلاً: "طب .. ربنا شكله إيه؟"، ينصح أن تكون الإجابة: "أحلى من أحلى أى حاجة ممكن تتخيلها".