بعد فوزها أمس.. من يقف خلف أزياء صنعت شخصية "هيلارى كلينتون" السياسية؟

سياسية محنكة بما لا يقبل الشك، نظرات عينيها الثاقبة فى مواجهة الخصم، كلماتها الحادة، وكلماتها النارية فى الخطب والمناظرات السياسية وصلت بها لاكتساح الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى بولاية نيويورك، ولكن هل لاحظ أحد ما تحمله حملة "كلينتون" الانتخابية من رسائل مخبأة بثنايا ملابسها المنتقاة بعناية، هل تمكن أحد المرشحين أو ربما الساسة المحنكون، أو أهل هذا العالم الشائك من المحللين والمعارضين والناقدين على الدوام من قراءة رغبتها الجامحة فى نيل هذا المنصب للدرجة التى دفعتها لوضع خطة لتغيير "استايل" ملابسها بنفس الدقة التى وضعت بها خطتها السياسية فى خوض الانتخابات؟ حقيقة الأمر أن ما تحمله ملابسها جدير بالتحليل السياسى، حتى وأن لم يلمحه سوى كبار مصممى الأزياء العالميين ممن تمثل الألوان وتوافقاتها بالنسبة إليهم شفرة خاصة بشخصيات أصحابها، فرجوعاً إلى ماضى كلينتون من الظهور الإعلامى فى عشرات المحافل السياسية، يمكن حفظ دولابها بالكامل من نظرة واحدة، فهى لم تكن على الإطلاق من المهتمات باختيار مصمم أزياء عالمى لانتقاء ملابسها من قبل، الأمر الذى دفعها شخصياً للسخرية من نفسها ذات مرة عن ألوانها المحددة التى نادراً ما تتغير، وهى تحديداً "الأزرق، الأحمر، والأبيض".

أما مقارنة بظهورها منذ بداية حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، فسنجد أن حاوية ضخمة من قوارير الألوان المتداخلة قد انفجرت بدولابها، وحولته إلى ربيع مزدهر بالرسائل السياسية الخاصة بكل مناسبة، مناظرة، مؤتمر حزبى، وظهور إعلامى، وذلك بعد ان استعانت بمجموعة متميزة من مصممى الأزياء لإعادة هيكلة أزيائها بما يتناسب مع وضعها السياسى، وهو ما لا يدع مجالاً للشك أن "هيلارى كلينتون" وضعت الأزياء ضمن خطة حملتها الانتخابية.

كتب التاريخ هى مصير مجموعة المصممين الذين اختارت "كلينتون" العمل معهم، فمما لا شك فيه سيذكر التاريخ أسماء من وقفوا خلف طلة واحدة من أقوى المرشحين للرئاسة الأمريكية، وخاصة بعد أن تمكنت "كلينتون" من استغلال ما عكسته منصات الأزياء العالمية هذا العام، وجمعت بين القوة والصرامة والاستقامة من خلال الأزياء التى انتقاها لها خبراء ب"جوتشى" و"لويس فيتون" وأوسكار دى لارينتا، وإليكسندر وانج وغيرها من بيوت الأزياء العالمية التى نهلت منها "كلينتون" وملأت بها دولاب ملابسها هذا العام، وطرحت به سؤالاً على ملوك عالم الموضة "ما الذى يجب أن ترتديه امرأة فى السلطة"، وهل من العنصرية ان تلتزم امرأة اختارت الحياة السياسية بمصمم أزياء لا يفارق اسمه هاتفها، مقارنة بالرجال مما لا يعنيهم شأن الأزياء؟ وربما كان أكثر مصممى الأزياء قدرة على الإجابة على هذا التساؤل هو "كارل لاغرفيلد" المسئول الأول عن دار أزياء "شانيل" و"لاغرفيلد"، بعد أن تمكن من تطوير البذات الرسمية التى ابتكرتها شانيل عام 1921 لتتماشى مع خطوط الموضة الحديثة، بالأمس فازت "كلينتون" بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى بنيويورك بجاكيت ملون ارتدته فوق بنطلون من اللون "الكاكى" يدفع من يراه للظن بأن "شانيل" نفسها قد اعتمدته للتو.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;