فى العتبة.. الحياة تزاحم الرماد.. ولقمة العيش لا تترك وقتًا للحزن

فى محيط منطقة الرويعى بالعتبة تختلط رائحة بقايا الخشب المحترق والماء الممتزج بالورق تتسابق على أنفك مع رائحة الملابس الجديدة والجلود الحديثة، على الأرض نفسها الممتزجة بالماء والطين ترى أقدام زبائن باعة الأحذية والملابس تختلط بأقدام رجال الحماية المدنية المتجهين للمبانى المتفحمة لمواصلة أعمال التبريد وإزالة مخلفات الحريق.

وبعد يومين من الحريق المروع الذى التهم أكثر من 200 مخزن ومحل بالإضافة إلى 4 عقارات كامل بدأت المحلات المحيطة بموقع الحريق تفتح أبوابها على استحياء مدفوعين بضغط لقمة العيش الذى لا يترك لهم حتى وقتًا للحزن.

"فاتحين نحمى بضاعتنا.." على ضوء كشاف "الموبايل" جلس يتفقد دفتر حسابات محله المتوقف من الأساس بينما انشغل الصبية فى المحل بتفقد البضائع وإبعادها عن المدخل كى لا يطالها الماء.

وباقتضاب ممتزج بالكثير من السخط تحدث صاحب أحد المحلات بشارع العسيلى بمنطقة الرويعى "النور قاطع من ساعة الحريقة.. بس هنعمل إيه لازم نفتح المحل على الأقل نتابع ونخلى عيننا على بضاعتنا لحسن الماية تدخل وتغرقها وبيتنا يتخرب".

وأشار إلى الشارع الغارق بالماء "الشارع كله مافيهوش بلاعة نقدر نفتحها نصرف فيها الماية بتاعة المطافى.. والمجارى اتسدت وبهدلتنا ومش عارفين حتى يصلحوها".

"هصرف على دول منين؟؟" على أطراف شارع العسيلى وعلى بعد خطوات من مكان آخر عربة إطفاء متوقفة فى الشارع وقف "محمد" أمام محل الملابس الصغير الذى يملكه وقال "الدنيا مقلوبة والشارع على رجل بس هنعمل إيه يعني؟ لازم نفتح لو قفلنا هدفع لدول منين؟" مشيرًا إلى العاملين فى محله.

"لو قفلنا يوم مش هنلاقى ناكل" بوضوح تحدثت "كريمة" (أم عبدالله) الشريكة فى أحد محلات الإطارات ومستلزمات الديكور "إحنا فاتحين لأننا لو قفلنا يوم مش هنلاقى ناكل.. إحنا 5 إخوات مشغلين المحل دا وبنصرف منه.. فى 5 عائلات وبيوت مفتوحة هو مصدر أكل عيشها وكلنا بنشتغل حتى السيدات زيى بنشتغل فى المحل".

25 عامًا قضتهم "كريمة" فى هذا المحل بالعتبة لم يدب الخوف فى قلبها يومًا قبل الآن وقالت "من وأنا عندى 18 سنة وأنا فى المحل دا عمرى ما حسيت بخوف لكن بعد الحريق دا أنا خايفة.. خايفة الحريق يتكرر والمحل اللى هو كل اللى حيلتنا يروح، خاصة إن الكهرباء هنا فيها مشكلة".

وتابعت "أصلاً من قبل الحريقة والدنيا مريحة، والزبون قليل بس أحسن من مافيش.. ولحد دلوقتى مافيش حتى كهرباء وصلت للمحل من ساعة الحريقة بس عندنا أمل يجى لنا زبون ولا حاجة وربنا يكرمنا بس مافيش حد.. الناس بتيجى تتفرج على الحريقة وماحدش بيشترى حاجة".

"فاتحين عشان الوقفة بخسارة" أما "محمد على" العامل فى أحد محلات الملابس بالمنطقة فقال "دا أول يوم نفتح فيه، من ساعة الحريقة وإحنا فى الشارع ما روحناش بيوتنا بنساعد الناس وواقفين على الأسطح بطفايات الحريق والماية علشان لو اتجدد نوقفه النهاردة أول يوم نغير هدومنا وقلنا نفتح عشان الالتزامات اللى علينا والإيجارات واليومية.. وأهو لو بيعنا حتة هدوم واحدة أحسن من مافيش".












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;