"أم حبيبة" حلمت بزواجها من رسول الله.. فاستيقظت على تحقيق حلمها

كم كنت يا بيت النبوة ثرياً، فلا يضنيك مالاً مادمت بالذكر غنياً.. لم يكن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلو من الذكر والأحاديث التى تملأ أرجاء البيت عظة وتدبرًا، فبالرغم من الحكايات التى نسمعها عن البيت الذى يحوى زوجتين فكان بيت رسول الله يحوى عددًا كبيرًا من الزوجات، وكان ملىء أيضاً بالحكايات التى تنم عن حُسن اختيار الله عز وجل لزوجات رسوله الكريم، فكن من خير نساء الأرض لكل منهن جمالها الخاص وحلاوة إيمانها التى تحتاج إلى كتب لتجمع فيها مواقفها مع خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا يعلم الكثيرون عن زوجات رسول الله إلا عن السيدة عائشة والسيدة خديجة رضى الله عنهما وأرضاهما، لكن كل شبر فى بيت رسول الله كان يحمل بصمة عطرة لإحدى زوجاته، ومن يبحث جيداً ويقرأ عن بيت النبوة سيجد من قصص الحب فى الله ما تقشعر لها الأبدان وترق لها المشاعر، ولعل قصة رسولنا الكريم مع زوجته وابنة عمومته السيدة أم حبيبة بنت أبى سفيان واحدة من أروع القصص التى تبرز حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قلب نسائه، فبالرغم من أن السيدة أم حبيبة رضى الله عنها وأرضاها ابنة أعتى وأكثر كفار قريش أبى سفيان الذى كان من سادة القوم بقريش وعرف بشركه وعداوته لرسول الله التى لم تقدر الأيام على تغييرها، لكنها كانت من النساء اللتى دخلن إلى الإسلام وتحملت من أعباء إعلان دينها ما يحنى الأظهر حيث تحملت سخط والدها عليها وسخرية قومها من أفعالها، لكنها فضلت الرحيل مع زوجها عبيد بن جحش إلى أرض الحبشة وهى حامل فى ابنتها حبيبة، ثم شاءت الظروف أن تختبر قوة صبرها وثباتها على دينها، فدخل زوجها إلى الدين النصرانى، وفارقها وتحملت هى وابنتها حبيبة التى كنيت بها من الصعاب ما جعلها ذات شخصية قوية ثابتة على دينها.

لم تكن أم حبيبة من النساء اللاتى لديهن الخبرة والخبث، لكن تدبير الله لها كان خير من عوضها عما عانته فى حياتها، فذات يوم جاءتها رؤيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها، لم تمضِ ساعات كثيرة حتى تحققت رؤياها وخطبها رسول الله وهى أكثر من دفع له صداق فى زوجاته، إذ دفع لها 400 دينار، ثم تزوجت أم حبيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت إلى بيت النبوة عالية الشأن محفوظة المقام، فهى من تزوجها رسول الله تقديراً منه على نصرة دينها وتحملها المتاعب والصعاب من أجل الثبات على الدين الإسلامى، وتفضيلها لدينها على زوجها وتركها لمتاع أبيها حتى تعيش لدينها فقط، كل ذلك لم يمنع أم حبيبة أن تغار على رسول الله كغيرها من النساء، خاصة أنها كانت تحمل فى قلبها قدرًا كبيرًا من الحب والولع بالمصطفى، لكنها أيضاً كانت حليمة حكيمة فكانت تعلم أن أختها تحب رسول الله وكان قد جرى حديث بين نساء رسول الله أن رسولنا الكريم يريد الزواج من ابنة أم سلمة، فكان تصرف أم حبيبة شديد الغرابة حيث عرضت عليه الزواج من أختها، فتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما سألها عن السبب فقالت له أن هناك حديثًا يجرى عن نيته من الزواج من درة ابنة أم سلمة، لذلك ففضلت أن تشاركها أختها فى الخير وفى بيت النبوة أفضل من أى امرأة أخرى، فشرح لها رسول الله حقيقة الأمر، وقال لها "لا تعرضوا عليا بناتكم ولا أخواتكم"، وتضرب بذلك صورة للمرأة الحكيمة التى تعرف كى تتعامل مع زوجها.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;