من المزمار للزينة والرسم على الجدران.. طقوس استقبال حجاج بيت الله فى الريف

وجوه مبتسمة متلهفة ظهرت عليها علامات الشوق، و أصوات زغاريد تدوى فى الأرجاء و زينات معلقة و رسومات زينت الجدران، وروائح أكل شهى تنبعث من الشرفات هذه هى أبرز سمات استقبال الحجاج فى قرى مصر، التى ترتبط بعادات خاصة فى استقبال العائدين من الأراضى المقدسة. أوان كبيرة تحملها السيدات والفتيات، وذبائح يقف على ذبحها الشباب والرجال، وأصوات المزمار البلدى يعلو رنينها حتى تنبئ القرية بأن هذا المنزل ينتظر أحد حجيجى بيت الله الحرام، الذين أدوا فريضتهم وعائدون إلى موطنهم بقلب نظيف وثواب مضاعف ونفس راضية. وجرت العادة ان القرى الريفية فى مصر لها عادتها الخاصة وأجوائها المختلفة التى تميزها عن المدن، ويعتبر استقبال الحجاج العائدون من الأراضى المقدسة من أبرز المناسبات التى تحتفل بها القرى الريفية بطريقتها الخاصة من خلال عدد من المشاهد، إذ يبدأ أول مشهد مع مجىء الرسام والخطاط ليضعوا بصمتهم على جدران المنزل برسومات معبرة عن أجواء الحج، وغالباً ما تصحبها جمل بعينها مثل "حج مبرور و ذنب مغفور"، و "حمد الله بالسلامة". أما ثانى أشكال الفرحة الريفية فيتجسد فى المشهد الثانى الذى تميزه الرايات و الأعلام والزينات التى تحمل رموز إسلامية و يكسوها اللون الأخضر، وتتوسطها مجسم لشكل الكعبة وتُعلق فى شرفات المنزل وعلى الأسوار لتكون فى استقبال حجاج بيت الله الحرام. ومن مشهد لآخر يأتى مشهد الذبح وترك علامات بكف اليد الملطخ بالدماء على الجدران، استعداداً لتجهيز الولائم احتفالاً بعودة الحجاج، إذ تجتمع سيدات العائلة ويعد الطعام ليقدم للقاصى والدانى فالجميع لابد أن يأكل "حلاوة" رجوع بالسلامة. أما المشهد الرابع فيتجسد فى خلفية لأصوات المزمار البلدى ورقص الأدب على الخيول فى الزفت التى يعدها الأهل والجيران لاستقبال الحجاج، مع زغاريد النساء ورقص الرجال والأطفال، فهذه هى ملامح استقبال الحجاج فى قرى مصر التى تكون احتفالاتها بنكهتها الخاصة.