سماح الجمال تكتب :لا داعى للأحمر.. الأسود أجمل

لن تسكت.. ستتكلم.. إنها انتظرت كثيرًا.. مَرَّ أكثرُ من شهرٍ على وفاة المرحومة أمه .. لكن كما يقولون في المثل "الحي أبقى من الميت " .. لن تنتظر أكثر من ذ لك، فهو زوجها ولها حقوق عليه . ويجب عليه أن يتفهم ذلك ويمنحها ما تحتاج لكنه يتجاهل الموضوع وكأنه لا يشعر و لا يدرك ما تريد ولو كان يعرف إذن هو لا يبالي..
فهل يجب التصريح هذه المرة؟
هي لم تتعود أن تطلب منه أو تلح في ذلك.. الواجب عليه أن يعرف احتياجاتها دون إفصاح.. أليس يكفيه التلميح.؟
ثم إن الموت قضاء و قدر وجميعنا سنموت ولن تتوقف الحياة.. نعم ستبوح له حينما يعود ولن تسكت .
فكرت في إعداد عشاء شهى من الأصناف التي يحبها وأن ترتدي له أجمل ما يفضله ، لعله يشعر بها وبوجودها وربما يتذكر آخر لقاء جمعهما معا . لقاء كان من أجمل أيامها و كانت تشعر أنها أسعد إنسانة
إنه دائما ما يعطيها الكثير ويشعرها بأنوثتها.. منذ زواجهما الذي لم يمر عليه أكثر من عشرة سنوات.. إنها تحبه رغم ما يحدث منه أحيانا .. فبعض المنغصات والمشاكل ليست شيئا يذكر في عمر الزواج .. وقبل و بعد كل ذلك فهو زوجها وأبو أولادها ..
أفاقت من التفكير على صوت دقات الساعة ، فالوقت يمر مسرعا.
والساعة تقترب من السادسة، فقامت مسرعة و بدأت في إعداد العشاء.. وصنعت كل ما يحب علها تستطيع إخراجه مما هو فيه من حزن على المرحومة ..
و قررت أن تتحدث معه بصراحة، فلا يجب أن تخجل الزوجة من زوجها، وهى لم تعد صغيرة وإنما تستطيع أن تعبر بأنوثتها لتأخذ ما تريد إنها الآن في معركة و يجب أن تنتصر فيها فلتعد كل الأسلحة التي بحوزة أنوثتها .
ذهبت للمطبخ وأخذت تعد الأطباق بطريقة مغرية كأنها تقدم نفسها له وأعدت العصائر الطازجه التي يفضلها عن المشروبات الغازية.
وبعد أن أنتهت أخذت حماما ساخنا منعشا أعاد لها طراوتها وحيويتها و لم تنس عطورها و كل مستحضرات التجميل التي تحتاجها لتلك المعركة التي تتخيلها ..
ارتدت أجمل فستان و اختارته بمواصفات تليق بالمعركة المرتقبة فهو ضيق يكاد يلتصق بجسدها وبه فتحات على الصدر وفي الجوانب و لونه الأسود يضفي عليها جمالا فوق جمالها ويظهرها كعشيقة وليست زوجه ولكن لم لا تكون الزوجه عشيقة لزوجها وأخذت تضحك بخبث ظاهر ..
أنها تنوي شيئا ما..
ستفاجئه ولن يستطيع أن يرفض أو يتنصل أو يفر من أمامها.. هو فريستها و قناصها اليوم حتى يستسلم لها .. هي تريده ولن تتركه لأحزانه يكفى شهرا .
دقت الساعة التاسعة تنبئ بوقت عودته، وفعلا دق جرس الباب فذهبت وفتحت له وما إن رآها حتى جحظت عيناه وتسمر بمكانه
ماهذا؟.. هل جننتى؟.. كيف ترتدين هكذا وأمي مازالت دماؤها حارة؟
ابتسمت له في خجل وقالت الحي أبقى من الميت،.. وهمست له في دلال ألا ترى أنى ألبس أسود ؟
- إنها أمي
- وأنا زوجتك
- لا يصح
- بل يصح .. هيا للعشاء ونتكلم فيما بعد
وكانت السفرة عامرة بما يحب فأخذ يأكل ونسي ما حدث..
أحقا ما يقولون أن الطريق لقلب الرجل يمر عبر معدته؟..
وضحكت لنفسها لا يهم .. وهنا بدأت الخطوة الثانية وبكل دلال الأنثى تحادثه عله يخرج من تلك الحالة لتدخل هي في الموضوع ضحكت لنفسها ضحكة شريرة وأكملت ما أنتوت عليه.
- حبيبى هل تتذكر آخر لقاء كنا فيه معا ؟
- نعم
- هل تتذكر ماذا فعلنا وماذا كنت أريد؟
نظر إليها وقد فهم ماذا تريد نهرها وقال لها:
- الوقت غير مناسب
- كيف لقد صبرت شهرا ولا أستطيع أكثر إنني أشتاقك و كلما أتذكره وأراه أجن.. أكاد أتشبث به لا أستطيع الصبر أكثر من ذلك
هنا نظر اليها شذرا وقال: جننتى بلا شك
- لا لم أجن أنه حقي وأحتاجه بشدة هذا وقته الآن لن أصبر قد لا يكون مناسبا بعد ذلك، ووضعت وجهها بين يديها و بكت.
أبتسم أبتسامة غريبة، وقال في نفسه باستغراب: كيف أتتها تلك الجراءة لم تكن كذلك .. أمن الممكن لفترة البعد أن تصنع كل ذلك؟
بدا عليه الإستسلام وقد هم أن يصرخ بها ولكن ما العيب أن تطلب الزوجة زوجها؟
في آخر لحظة قال لها: وأمي؟
- وهل أعترضت على أنها أمك
ثم هبت واقفة وأحتضنته وقبلته، وهو بحالة ذهول شديدة أنها زوجته أم أولاده يعرف عنها الوقار والخجل كيف؟! ولكنه أستجاب، فما ذنبها في وفاة أمه، إنها تريد كما تريد أي امراة زوجها..
قال لها وهو يحتضنها: اعذريني لتقصيري معك وسامحيني ثم ضمها وقبلها.
بعد ذلك وبدلال صريح قالت له: هل تذكر "الجاكت" الذى وعدتنى بشرائه ليلة وفاة أمك؟ كان يعجبني الأحمر ولكن لظروف الوفاة سأشتري الأسود.. فأنا لست طماعة وأقدر الظروف وسأحتاجه على أربعين المرحومة.
وانتهت الليلة.. بفوز الأسود



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;