ناصر أبوطاحون يكتب : 28 يناير 2011

كشفت أحداث يوم 28 يناير عن معدن الشعب المصرى النفيس الذى يتألق فى الشدائد ويلمع فى الأزمات لينبعث كنور الفجر من قلب الظلمات.

فى هذا اليوم انصرفت السلطة، وانكفأت الشرطة و تخلى الجميع عن مسئولياتهم ، وفى نفس اللحظة انبعث الشعب المصرى من قلب المحنة لينتدب نفسه ملتفاً حول دولته وحامياً لمؤسساته، و مدافعاً عن مقدرات البلاد.

هذا ما حدث فعلياً رغم محاولات البعض التركيز على مشاهد لا تذكر لمشهد نهب كارفور وحرق مقر الحزب الوطنى الحاكم، تلك المشاهد السلبية كانت فى حدها الأدنى تماماً ولم تتكرر فى أماكن أخرى على امتداد البلاد

لم تغرق البلاد فى فوضى النهب والتخريب والتدمير الذى وقع فى أماكن ودول أخرى

لم يستدرج الشعب المصرى لأى فخ من فخاخ الطائفية أو المذهبية أو العرقية، وكان الجميع فى حماية الجميع لا فرق بين مواطن و مواطن أخر ولا تفرقة على أساس الدين أو العرق أو المذهب أو الطائفة .
كان الجميع مصريون وفقط فى ذلك اليوم وما تلاه

ولعلنا نتذكر أن جميع الخدمات والمرافق كانت تعمل بشكل منتظم فى ذلك اليوم ، فلم يحدث أى خلل فى إمدادات الكهرباء أو المياه ولم تتعطل المخابز مثلا عن العمل ، ولابد أن نتذكر ان مصريين من ابناء الشعب هم من كانوا يقومون على امر تشغيل تلك المرافق فى هذا التوقيت الحرج حيث لا تتحدث وسائل الاعلام إلا عن الإنفلات والفوضى، وكأنها تحرض عليهما

وحتى عندما نزلت مدرعات الجيش ودباباته إلى الميادين كانت محل ترحاب وتقدير من الجماهير المحتشدة
كانت وحدات الجيش التى وصلت الى المدن فى حراسة قلوب المصريين جميعا

ولكى تدرك عظمة المصريين لابد أن ترفع عينك لترى مواقع أخرى فى بلادنا العربية شهدت مجازر ومذابح دموية فى أى مكان غابت عنه سلطة الدولة

لم يلغ المصريون فى دماء بعضهم بعضاً، و لم يعتدوا على حرمات بعضهم أو أموالهم ، لم يستضعف بعضهم بعضاً ، وكان الأمر متاحاً لا يجب أن نركز على سلبيات طفيفة قياساً بحجم الحركة التى كانت موجودة

ولعله من نافلة القول أن نقول ان دولا كبيرة شهدت انفلاتا اكبر مما حاول البعض أن يروج له عندنا لمجرد غياب سلطة الدولة ، حدث الأمر فى أمريكا نفسها فى الاعصار الشهير الذى ضرب بعض المناطق ودمرها ، كان الرئيس الأمريكى أوباما يبكى بينما بعض الأمريكيين يقومون بأعمال سلب ونهب فى الاماكن التى ضربها الإعصار ..

لقد كان يوم 28 يناير كان يوماً عظيما فى حياة المصريين ، ليس لأنه تم خلاله قصم ظهر نظام مبارك ،وقد حدث ، ولكن لأن المصريين وهم فى عز ثورتهم إنحازوا لدولتهم، وقرروا ندب انفسهم للدفاع عنها حتى لو انصرفت السلطة، فهم أبناء حضارة الاف السنين الذين علموا العالم كيف تكون الدولة المركزية ، وليثبتوا من جديد أنهم ثاروا للحرية والكرامة وليس للتخريب والتدمير .




الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;