تحليل نتيجة انتخابات 2018

بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية 2018، تدخل مصر مرحلة جديدة عليها بمتغيرات كثيرة وبمعادلات سياسية مختلفة، قد تكون أول معطياتها هو محاولات تشكيل أحزاب سياسية من رحم الحملات الانتخابية، أو دمجها تحت أحزاب قائمة بالفعل، أو إطلاق كيانات سياسية سيكون لها الصدارة فى انتخابات المحليات المقبلة. الأكيد أن الأرقام الرسمية الصادرة من الهيئة الوطنية للانتخابات تحمل دلالات أكثر لمجتمع سياسى مختلف عما قبل، وقراءة الأرقام هى الأداة الأهم فى فهم الواقع المصرى والتوقع بالمستقبل، لأنه ما لا يمكن قياسه لا يمكن تقييمه. من بين الأرقام ذات الدلالة هى المحافظات الأكثر تصويتا ومشاركة، لأنه لا يمكن تقييم الإقبال بالطوابير فقط، لأن محافظة مثل القاهرة التى تركزت عليها أعين الإعلام كانت أقل فى نسب المشاركة مقارنة بمحافظة فى صعيد مصر كالمنيا مثلا، وهو أمر يدفعنا للدراسة والتحليل لفهم الأسباب والمعطيات التى أدت لذلك. جانب آخر مهم، فى التحليل الرقمى للانتخابات أيضا، سيتركز على المحافظات التى جرى تنفيذ مشروعات قومية بها فى السنوات الأربع: هل شهدت إقبالا؟ وهل ارتفعت نسبة المشاركة والتصويت إذا ما قارناها بنتائج انتخابات 2014 وتحديدا محافظات مثل كفر الشيخ وبنى سويف والإسماعيلية وبورسعيد؟ إذا كانت الأصوات الباطلة يتم استبعادها من نتائج كلا المرشحين، فلا يجب أن يتم استبعادها من تحليلاتنا، تتفق أو لا تتفق مع صاحب الصوت الباطل، لكنه أفضل كثيرا من المقاطع، فضلا عن أن البحث فيما وراء الصوت الباطل هو الأهم، وهل الصوت الباطل هو صوت رافض للمشهد بشكل عام أم صوت نتج عن خطأ فى التصويت؟ والأحرى بالتحليل فى منطق الأصوات الباطلة هو الوقوف على معدل الأصوات الباطلة بكل محافظة، تزايدت أم ارتفعت، وما هى المحافظات اللافتة للانتباه فى الأصوات الباطلة؟ لو كان موسى مصطفى موسى هو مرشح الساعات الأخيرة فى انتخابات 2018 إلا أنه كان المرشح الوحيد والموازى لحمدين صباحى فى انتخابات 2014، وبالتالى الوقوف على أرقام نتائج حمدين فى المحافظات ومقارنتها بأرقام نتائج موسى يضعنا بلاشك أمام استنتاج جديد يقودنا إلى تحليلات أبعد عن سلوكيات التصويت وموقف المصريين من الأسماء السياسية الموجودة على الساحة منذ سنوات طويلة. جانب أبعد فى التحليلات الرقمية بلاشك سينصب على أرقام المصوتين فى الأيام الثلاثة للانتخابات، كل على حدة، إذا كانت الأرقام متاحة، لأن الأرقام ستقودنا إلى إجابة عن السلوك الانتخابى للشعب المصرى، وهل لايزال المصرى ابن الساعة الأخيرة، لا ينزل للتصويت إلا فى الساعات الأخيرة، وهل فعلا يخاف المصريون من الغرامة، وعندما انتشرت أخبار تطبيق غرامة 500 جنيه، نزل عدد كبير للتصويت فى اليوم الأخير؟ كلها أسئلة لن نجيب عنها إلا بالأرقام. عزيزى القارئ المحترم، هذه مقالة افتتاحية فى سلسلة مقالات عبر شهر إبريل الجارى، خصصتها لتحليل نتائج الانتخابات الرئاسية، وما تحمله من أرقام مهمة، والهدف الأساسى وراء ذلك هو السعى فى الطريق العلمى لفهم عقلية المصوت المصرى: كيف يفكر؟ ولماذا نزل؟ ولماذا لم ينزل البعض؟ ومن نزل أكثر؟ ومن كانت مشاركته أقل؟ يوميا سأعرض لحضراتكم تحليلا رقميا للمحافظات والدوائر والمرشحين والأصوات الباطلة ومقارنات مع انتخابات 2014 و2012 ومقارنات أخرى بين نسب المشاركة وكل الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة يناير. وأعاهد حضراتكم أن أكون أمينا فى نقل كل رقم يكتب فى هذه المساحة، وأن أراعى الله فى كل نتيجة أو دلالة تقودنا إلى إجابة عن الأسئلة التى تشغل بالنا جميعا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;