تحتفل مصر والأمة العربية اليوم بذكرى أحد أعز وأغلى الأيام فى تاريخها الحديث، وهو ذكرى يوم تحرير سيناء الحبيبة، وهو اليوم الذى استردت فيه مصرنا أرض سيناء الغالية كاملة بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها عام 1982.
ونظراً للأهمية الرمزية الشديدة لهذا اليوم الملهم فى حياة مصر والعرب، فإننى أرجو من وسائل إعلامنا المحترمة ألا تكتفى فى هذه المناسبة الجليلة بالجانب الاحتفالى فقط، لأنه من المهم للغاية أن نعلم أطفالنا وشبابنا بصورة دورية على مدى العام «الدروس المستفادة»، فائقة الأهمية التى تركها لنا الآباء والأجداد عبر تاريخ بطولى ونضالى شجاع وطويل، وملىء بالصبر والتضحيات للوصول إلى هذا اليوم المجيد.
فلابد أن يعلم كل طفل وكل شاب فى بلادنا الغالية التفاصيل الدقيقة لطبيعة المعارك التى خاضتها جموع الشعب لكى نصل إلى هذا النصر المؤزر، بدءاً من ملحمة حرب الاستنزاف، مروراً ببطولات حرب أكتوبر الظافرة، وهو ما أجبر الجانب الصهيونى فى النهاية على قبول عملية السلام عقب مفاوضات شاقة ومضنية، بعدما أدرك استحالة أن يحتفظ بالأرض التى استولى عليها جوراً وعدواناً عام 1967. تحية إجلال وتقدير لأرواح شهدائنا الأبرار على مر العصور الذين جادوا بدمائهم الزكية، لكى يبقى الوطن حراً أبياً إلى يوم الدين، بإذن الله.