رمضان جديد بأمل جديد

لقد جعل الله للحياة دستوراً هو مجموعة سنن فى اللاحقين كما كانت فى السابقين فسنن الله فى الوجود ثابتة باقية شاملة لا تتغير ولا تستبدل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن هذه السنن أن من زاغ عن أمر الله حق عليه قول الله تعالى: «فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين «فكل فرد حاد عن طريق الله وحاد عن الاستقامة وبعد عن أمر ربه أصابه الضلال وجانبته الهداية ورزق اليأس والإحباط، وساد الظلم والعدوان وكلها أمراض أشد من بعضها وها هو رمضان قد أتى علينا وأتت معه آمال جديدة لنعيد فيها تشكيل عقولنا لكى تعمل كما أرادها لها الإسلام أن تعمل، لأنه إن لم نفعل ذلك لم يكن بمقدورنا أن نصنع لنا مكاناً حقيقاً فى هذا العالم الذى يمر بحركات سريعة وقفزات متلاحقة وسنكون نحن المسئولون عن هزائمنا وتخلفنا وانحطاطنا فى ميادين العلم والحضارة والتنمية ولن نستطيع أن نرجع إلى مكانتنا التى كنا عليها قبل ذلك إلا بتحملنا الكا​​مل لمسئوليتنا تجاه ديننا ووطننا. إن القرآن الكريم يؤكد لنا فى غير موضع أن على كل أمة أن تتحمل المسؤولية كاملة، لأنه لن تحمل أمة تبعات أمة أخرى كما أنه لا يحمل فرد وزر فرد آخر قال جل شأنه «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون». هذا هو التحدى الحقيقى لنا، وهذه هى مسئوليتنا الحقيقية، والمهم جدا أن نهتم فى هذا الشهر الجليل بإعادة تشكيل عقولنا وفق رؤية ديننا وبما يناسب عقيدتنا ويتلاءم مع الغرض الذى خلقنا له وهو عبادة الله وإعمار الكون وتحقيق مراد الله. إن التغيير الذى يتحدث عنه القرآن هو تغيير الفرد وهو تغيير للجماعة تغيير يشمل المجتمع بأكمله ليستوعب أداء دوره فى هذه المهمة الكبيرة والمسئولية العظيمة فى هذا الكون. إن الإسلام يريد إنساناً قادراً على البناء والتعمير والإبداع والابتكار وصنع الحضارة، إنساناً قادراً على الموازنة بين نعيم الدنيا وإنجازاتها وبين الآخرة ومتطلباتها، وإذا لم يوجد هذا الانسان وإذا كنا عاجزين عن أن نصل إلى هذه المواصفات فستظل الإنسانية فى بلاء وشقاء وسنظل عاجزين عن أن نصنع شيئاً حتى نستطيع أن نصل إلى بناء إنسان حقيقى قادر على صنع العمران وبناء الحضارة وإحداث التنمية.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;