البناء السياسي

نحتاج قبل الشروع في البناء .. الى تأسيس حقيقي التأسيس ليس تنظيم .. وليست هياكل حزبية .. نحتاج الى الأساس الفكري الذى يصنع مجتمع سياسي فٌعال وحقيقي . لا شك إن التنظيم السياسي مهم والهياكل الحزبية بالتأكيد هي قاعدة النظام السياسي .. لكن هناك فجوة في الإدراك السياسي .. يجب معالجتها . الفجوة تتمثل في الفِكر السياسي ..ومهمته الإجابة دوماً عن سؤال حيوي هو الى أين يتحرك الساسة وأين هي أتجاهاتالسياسة ؟ .. ما هي بوصلة التقدير السياسي في التعامل مع قضايا الاقتصاد والمجتمع والتعليم وقطاعات الدولة المختلفة .. ما هي فكرة المجتمع السياسي عن الصراع الدولي؟ الفرص والتحديات في مستقبل النظم الدولي .. هل لدى نخبة السياسة تقدير حقيقي عن المخاطر الاجتماعية أوفكرة دقيقة محددة عن السيادة الوطنية والمصالح المباشرة والغير مباشرة لمصر . الأمر هنا ليس مقتصراً فقط على القضايا الكبرى سابقة الذكر ..الأمر متعلق حتى بالممارسات اليومية في السياسة .. عن تقديرات الأحزاب للبرامج الخدمية المُقدمة للجمهور .. ما هي مجموعة الأهداف السياسية والاجتماعية حتى في برامج الأحزاب الانتخابية على مستوى الجمهورية وعلى مستوى المحافظات والمدن . في ظنى لدينا مشكلات عديدة في مجتمع السياسة المصرية ..أهمها أنها مناخ السياسة ما زال أسيرالجماعات المصالح الضيقة أو لأقطاب التشدد والتطرف الايديولجي . وهذه المشكلات قد تعرقل أي مسار للبناء السياسي الفعال . المفهوم والطبيعى أن يكون في السياسة جماعات مصالح .. لكن جماعات المصالح إذا لم يوضع لها مبادئ سياسية وفكرية ستتآكل مع الوقت .. بفعل قصر نظرها المقتصر على مصلحتها المباشرة قصيرة الزمن والنفس .. بل أنها وفى وقت ما ستصبح عبأ على النظام وحتى على القانون . بنفس القدر أدت المتاجرة بالشعارات الأيديولوجية الى تفسخ النظام السياسي سابقاً ..في الحكم والمعارضة حتى أن الأيديولوجية باتت تطغى على المصلحة الوطنية .. فبدأنا نجد تيارات سياسية افكارها عابرة للوطن .. اسلامياً ويسارياً وليبراليا وقومياً .. ووجدنا أنفسنا أمام مجتمع سياسي يعبر عن حالة اختراق للمجتمع .. ثم تحول مع الوقت الى كونه ناقل لمصالح اطراف خارجية بأكثر مما يبدوا أنه يناقش قضايا الوطن . ان البناء السياسي يحتاج الى تأسيس فكرى قبل أن يكون تنظيمي .. وهذا البناء الفكري هو الأساس الذى يُبني عليه فهم المجتمع السياسي لأولويات الحراك الوطني وتقديرات الموقف الاجتماعية والاقتصادية والدولية . أن العمل السياسي هو أحد عوامل حماية وتأكيد السيادة الوطنية ..وأرتفاع حجم الوعي لدى المجتمع السياسي أمر أهم من ثقافة المطالبات والهتافات .. انها أمر يعنى كيف نبنى الوطن ونحمى سيادته وقراره السياسي . اخيراً ليس المقصود من النخبة .. هو وجود مجموعة محدودة من المثقفين مهمتها تداول القضية العامة فيما بينها .. أو طبقة سياسية تصنع مصالحها وتسيطر افقياً على المواقع السلطة ..وأنما المقصود بالنخبة هي منظومة مفتوحه ومؤهلة لفرز وتقييم الكوادر .. وهذا في الواقع هو دور الأحزاب السياسية . * تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;