لا أحد ينكر المجهود الذى يقوم به اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، فى الارتقاء بالمحليات ومراقبة أداء العاملين فى هذا الملف الحيوى بمصر، الذى يمس كل المواطنين، سواء من خلال الجولات المفاجئة التى يقوم بها جهاز التفتيش والمتابعة فى الوزارة، أو الجولات التى يقوم بها شعراوى بنفسه والتى كان آخرها فى مدينة الخانكة بالقليوبية، وأحال خلالها رئيس المدينة واثنين من الموظفين للنيابة الإدارية بسبب المخالفات التى رصدها.
لكن هذا المجهود وهذه الجولات يفسدها بعض العاملين فى المحليات الذين ما زالوا يحتفظون بأفكارهم القديمة وأساليبهم العتيقة فى الإدارة، مثالًا على ذلك ما يفعله حى الوراق وحى الدقى، الذين بدأوا بالفعل تنفيذ خطة محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، فى إعادة رصف وتأهيل الشوارع غير الممهدة، ولكن لو أن وزير التنمية المحلية ومحافظ الجيزة شاهدا كم المراحل التى تمر بها عملية الرصف لأصابهم الملل والإحباط.
حى الوراق على سبيل المثال ينفذ خطة رصف طريق الكورنيش، بداية من وزارة الموارد المائية وحتى المناشى وبرطس وطناش، الخطة بدأت قبل نحو 8 أشهر، ورغم ذلك لم ير أهالى الوراق بوادر لهذه الخطة سوى بعض الأسفلت أمام حى الوراق نفسه وأخرى أمام وزارة الرى، فيما يقوم الحى يوميًا بتكسير الأسفلت والرصيف الذى يفصل اتجاهي الطريق، وللأسف يترك ناتج الكسر لأيام، مما يتسبب فى تكدس مرورى وانتشار الأتربة فى المنطقة بشكل كبير، حتى يبدأ مسئولو الحى للانتباه إليه وتبدأ رحلة إزالته التى تستمر أيام أيضًا.
نفس الأمر يحدث فى حى الدقى الذى ينفذ تطوير شارع البطل أحمد عبد العزيز منذ شهر أغسطس الماضى، ويقوم يوميًا بتكسير الرصيف الذى يفصل اتجاهى الشارع وترك ناتج الكسر لأيام مما يتسبب أيضًا فى تكدس مرورى بهذا الشارع الحيوى الذى يؤدى إلى وسط المدينة وإلى مدينة الجيزة.
المشكلة الأخرى هى بعد انتهاء عملية الرصف والتطوير الفعلية فى أى منطقة لا نجد متابعة دورية من مسئولى الأحياء، فيبدأ بعض المواطنين فى استغلالها استغلالاً سيئًا، كأن يقوم صاحب مقهى بالاعتداء مرة أخرى على حرم الطريق بعد رصفه، ويقوم آخر بإلقاء القمامة التى تتراكم سريعًا ومن ثم يتلف الطريق الذى تم إنفاق الملايين عليه، لذلك أتمنى من مسئولى المحليات استمرار المتابعة لهذه الطرق والمشروعات التى يتم تنفيذها وعدم الاكتفاء بالإنجاز فالمتابعة ضرورية جدًا لإنجاز المشروعات.