الحوار حجر أساس السياسة

يقال إن الحضارة بدأت عندما ألقى الإنسان الحجر لأول مرة وبدأ بالكلام، فاستبدل الصراع بالحوار.. إذا كنت ممن تعتبر نفسك مؤيد للحكومة فمن الممكن أن تقلل من المعارضين أو تعمم وصفهم بأنهم "عملاء وإخوان"، وتأسف على "موت ضميرهم"، وإذا كنت من المعارضين للحكومة فممكن أن تقلل من المؤيدين وتعمم وصفهم "بالجهلة أو المنافقين" وتأسف على "سقوطهم الأخلاقي". وممكن تحاول أن تفهم لماذا اختار الطرف الآخر هذا المسار أو ذاك، وما هي مخاوفهم؟ وماذا يريدون؟ وكيف نطمئنهم؟! على حسب ماذا نريد، أن نكون "وعاظا أو ضحايا" أم نريد بناء دولة مدنية حديثة وحياة سياسية أكثر تأثيرا؟!. أصبح مثير للإعجاب كيف أن مصر تبني شرقا وغربا بيد، وتحمل السلاح وتطور الجيش باليد الأخرى، ولكن في نفس الوقت تواجه مخاطر وجود كما لم يحدث من قبل وكأنها محاصرة من الغرب (ليبيا) أو الشرق (غزة والإرهاب في شمال سيناء) أو الشمال (تركيا وصراع حول غاز المتوسط) أو الجنوب (اضطرابات السودان وسد أثيوبيا) ، وهو ما يحتاج تماسك واستقرار الجبهة الداخلية لمواجهة تلك التهديدات. وفي رأي هذا الاستقرار لن يأتي إلا بوجود حياة سياسية صحية ونابضة، تستلزم من الجميع الحوار، والاصطفاف تحت مظلة الوطن، وتقبل الرأي والرأي الآخر دون تصنيف أو تقليل أو تعميم، فليس كل معارض عميل، وليس كل مؤيد منافق. في رأيي كأحزاب وسياسيين مؤيدين ومعارضين، علينا الفترة القادمة استدعاء السياسة بمفهومها الأوسع من المنافسة على الحكم، وهو أن نعمل معا لتقديم سياسات وأوراق عمل للإصلاح، وإيجاد حلول لمشاكل الناس التي تعاني منها في حياتها، سواء في التعليم والصحة والمواصلات وتحسين الاقتصاد وتوفير وظائف وتوطين التكنولوجيا ومحاصرة الفساد ومطاردة الإهمال وتحقيق العدالة الناجزة، هذا هو مفهوم السياسة الأشمل في رأيي الذي نحتاجه الآن، والذي يجب أن يشغلنا، كيف نجعل حياة الناس أفضل؟!. علينا كأحزاب وسياسيين رفع مستوى وعي الناس، والعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم، فالديمقراطية الكاملة التي ننشدها يحققها شعب مستنير وواعي مسلح بالعلم والمعرفة. علينا كأحزاب وسياسيين أن نعلم أن رأس مالنا هو مصداقيتنا، وتتحقق بالموضوعية في ذكر الإنجازات والإخفاقات، بلا تهويل أو تقزيم أو إنكار، بلا خوف أو نفاق، وأن نعبر فعلا عن احتياجات الناس وتطلعاتهم. علينا ونحن ننتقد حكومتنا أن نفرق بين الحكومة والوطن ، فالنقد البنّاء يعني أن نختلف ونعترض ونهاجم أحيانا لكن لا نشارك في هدم أو نكون أداة - دون أن نشعر - لتحقيق أهداف أعداء الشعب – الإخوان الإرهابية والموالين لها والمتربصين بالدولة المصرية – . علينا كأحزاب وسياسيين أن ندرك أن دورنا نشر الأمل، وشحذ الهمم، وطرد أي يأس وإحباط بأن الغد سيكون أفضل، وأن السياسة هي فن الممكن اليوم لتحقيق المستحيل غدا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;